وجود أصناف أخرى من أصحاب الحرف كصانعي الأحذية والخياطين والنحاسين والحدادين وما عداهم ممن لهم حوانيت في السوق يمارسون فيها أعمالهم. ولكن الفئة الغالبة بينهم هم صاغة الفضة والذهب وصانعي الأقفال الذين لا يقل عددهم عن عدد أمثالهم في بلادنا.
وهناك الخراطون وصانعو السهام الذين يصنعون القسي والرماح والذين يحتفظون إلى جانب حوانيتهم بمحلات صغيرة تمارس فيها أعمال الرمي والتهديف يستطيع كل إنسان يمر بها أن يجرب حظه في التهديف أو أن يختبر سهمه قبل أن يشتريه.
وبعض هذه السهام بسيطة أحيانا لكن بعضا منها يكون مكفتا بالعاج وقرون العظام وغيرها مما يجعل أسعارها متباينة.
ويضع رماة النبال والسهام حلقة في الإبهام الأيمن ـ مثلما يفعل النجار عندنا ذلك إذ يضعون أختامهم في الإبهام الأيمن ـ حين يريدون إطلاق السهام. وتكون هذه الحلقات مصنوعة من الخشب أو القرون والفضة ، ومرصعة بالأحجار الكريمة في بعض الأحايين.
وما عدا هؤلاء فإنك تجد في الأسواق الكبيرة عددا من «الحلاقين الجراحين» (١). فإذا لم يجد هؤلاء شخصا يحلقون رأسه أخذوا يطوفون في الشوارع وهم يحملون معهم أدواتهم مع قطعة من الصابون معدة للعمل. فإذا ما عثروا على شخص يبغي الحلاقة لا يعودون به إلى حوانيتهم ليحلقوا رأسه بل يمارسون هذه العملية في الشارع أو في أي
__________________
(١) أوردهم المؤلف بهذه الصفة «الحلاقون الجراحون» Barbar Surgeons ويبدو من هذا أن الحلاقين حتى في أوروبا كانوا يمارسون بعض العمليات الجراحية وقد ظلت هذه صفتهم في الشرق إلى ما قبل ربع قرن تقريبا وربما لا تزال باقية في بعض القرى والأرياف حتى الآن.