وليّك ، وخليفتك ، وحجّتك على خلقك ، ولسانك المعبّر عنك ، الناطق بحكمك ، وعينك الناظرة بإذنك ، وشاهدك على عبادك ، الجحجاح (١) المجاهد ، العائذ بك ، العابد عندك ، وأعذه من شرّ جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصوّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك وآباءه أئمّتك ، ودعائم دينك ، واجعله في وديعتك الّتي لا تضيع ، وفي جوارك الذي لا يخفر ، وفي منعك وعزّك الّذي لا يقهر ، وآمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من آمنته به ، واجعله في كنفك الّذي لا يرام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيّده بجندك الغالب ، وقوّه بقوّتك ، وأردفه بملائكتك ، ووال من والاه ، وعاد من عاداه ، وألبسه درعك الحصينة ، وحفّه بالملائكة حفّا ، اللهمّ اشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور وأظهر به العدل ، وزيّن بطول بقائه الأرض ، وأيّده بالنصر ، وانصره بالرعب ، وقوّ ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم من نصب له ، ودمّر من غشّه ، واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه ، واقصم به رءوس الضلالة ، وشارعة البدع ، ومميتة السنّة ، ومقوّية الباطل ، وذلّل به الجبّارين ، وأبر به الكافرين ، وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها ، حتّى لا تدع منهم ديّارا ، ولا تبقي لهم آثارا ، اللهمّ طهّر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، وأعزّ به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيّين ، وجدّد به ما امتحى من دينك ، وبدّل من حكمك ، حتّى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضّا محضا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة
__________________
(١) الجحجاح : السيّد السمح أو الكريم ، والجمع : الجحاجح. (لسان العرب : مادّة جحجح).