المعارض ، فضلا عن غيره ، إلّا إذا كان مقطوع الصدور والدلالة ، كالخبر المتواتر المقطوع صدوره.
فعلى هذا لا يحتجّ بخبر الواحد المظنون صدوره في تفاصيل علائم المهدي عليهالسلام ، وأوصافه ، وخصائصه ، وغير ذلك من الامور الّتي المطلوب فيها هو الاعتقاد بها ، سواء كان له معارض من سائر الأخبار أم لا.
إذا عرفت ما تلونا عليك فاعلم : أنّه ربّما يقال في الأخبار الواردة في مدّة ملكه ودولته عليهالسلام : إنّها بما فيها من الاختلاف في تعيين تلك المدّة أكثرها لقلّة ما عيّن فيه من سنيها لا يناسب هذا الظهور المبشّر به على لسان الأنبياء ، المفسّر به آيات من القرآن الكريم ، مثل قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ ...) (١) وقوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا ...) (٢) وقوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ...) (٣) ويقع (أي الظهور) بعد وقوع البشريّة طول تاريخ مجتمعها ومدنيّتها تحت سلطان ظلم الظالمين ، وأنواع الاضطهاد ، وليس هذا إلّا مثل أن يبشّر مسجون حكم عليه بالسجن الدائم ، ومات أبوه وأجداده قبله في السجن : إنّك ستخلص من السجن في آخر ساعة أو يوم من حياتك ، فمستقبلك يكون بذلك مستقبل خير وأمن وعدل. أليس له أن يقول : ما قيمة هذا في جنب هذا السجن الطويل الّذي فقدت فيه أبي وجدّي و... ، ورأيت فيه أنواع المحن والفتن.
__________________
(١) الأنبياء : ١٠٥.
(٢) القصص : ٥.
(٣) النور : ٥٥.