بشبهة ربّما تقع في نفوس بعض الضعفاء غيّر احتجاجه.
وأين هذا من إعطاء الله مدّعي الالوهيّة ـ الدجّال ـ هذه الخوارق العظيمة المدهشة ، فهل تجوّز على حكمة الله تعالى إقدار الّذي حاجّ إبراهيم بإحياء الموتى وإتيان الشمس من المغرب ، أو تستوحش من ذلك وتقول : لا يمكن ذلك ، ولا يجوز في حكمة الله تعالى إقدار المدّعي للالوهيّة على الخارق وإن كان هنا على بطلان دعواه ألف دليل؟
إذن فكيف يجوز صدور مثل ذلك منه تعالى للدجّال حتّى إنّه يحبس الشمس فيجعل اليوم كالشهر؟!
هذا وقد عرفت أنّ الشواهد على عدم صحّة هذه الأخبار ليست منحصرة بعدم جواز إقدار الله تعالى الكافر على الخارق حتّى يفصّل بين مدّعي الالوهيّة والنبوّة.
وأمّا كلام الليث بن سعد والشافعي فليس فيه ما يدلّ على أنّ الله تعالى يظهر الخارق بيد الكاذب والفاجر والكافر ، بل يمكن أن يكون مرادهما التأكيد على أنّ المعتبر في معرفة حال كلّ شخص عرض ما هو عليه من الاعتقاد على الكتاب والسنّة ، سيّما إذا كان ذا طريقة خاصّة متفرّدا ببعض الأعمال والآراء مثل : الصوفيّة ، والمتّسمين بالعرفاء ، والفلاسفة ، وغيرهم من الذين يسلكون في المعارف الإلهيّة والأخلاق والرياضات والدعاء والأوراد والأذكار مسالك ربّما لا تنطبق على الشرع أو لم تؤخذ من الشرع ، ولهم اصطلاحات غير اصطلاحات أهل الشرع المذكورة في الكتاب والسنة ، فهم وان بلغوا ما بلغوا اذا لم يتكلّموا بالاصطلاحات الشرعية وتكلّموا بغيرها من الاصطلاحات المختصة يجب ان يعرض ما هم عليه على الكتاب والسنة ولا يجوز تفسير الشرع بهذه