على ما سمّاه بالاطروحة الاولى النزر القليل ، وما دلّ على الاطروحة الثانية الأخبار الكثيرة ، مع أنّه ليس في الأخبار حتّى خبر واحد يدلّ عليها ، وليت شعري بأيّ دليل دعم بزعمه الاطروحة الثانية ، ورفض هذه الأخبار الكثيرة الدالّة على أنّ الدجّال شخص بعينه.
نعم لو اريد بالدجّال الشخص الموصوف بتمام الصفات المذكورة في الأخبار فلا يدلّ عليه إلّا القليل من الأخبار ، لا نأخذ بظاهرها في هذه الصفات المفصّلة ؛ لضعف إسناد أكثرها أوّلا ، ولعدم حجّيّة خبر الواحد في غير الفروع ثانيا ، ولمخالفة بعضها مع ضرورة العقل أو الشرع ثالثا. أمّا لو اريد منها شخص بعينه يظهر في آخر الزمان ، يضلّ جماعة من الناس ، ويغطّي باطله بالحقّ ، فدعوى تواتر هذه الأخبار المخرّجة من طرق الفريقين على ذلك بالتواتر الإجماليّ أو المعنويّ في محلّه لا ينكرها البصير بالأحاديث.
هذا مع أنّا لم نقف على إنكار خروج الدجّال من أحد من أصحاب الأئمّة عليهمالسلام ، ورواة أحاديثهم ، وسائر أعلام الشيعة ، ومع ذلك لما ذا وبأيّ دليل نرفض ما اتّفق عليه ظاهر جميع هذه الروايات ، ونسمّي ما اتّفق عليه كلمات الكلّ من علمائنا الأبرار وحفظة الآثار بالاطروحة ، كأنّنا واجهنا هذا الموضوع لأوّل مرّة؟!
ثمّ إنّ كاتبنا هذا لم يقتصر على تأويل الدجّال ، وفهم مفهومه بما سمّاه بالفهم المتكامل ، بل أوّل بفهمه المتكامل غير الدجّال من علائم الظهور ، مثل : السفياني ، وجاء باصطلاحه باطروحات يجب طرحها بعد عدم مخالفة ظاهر الحديث ومضمونه المتبادر منه العرفيّ مع ضرورة العقل أو الشرع ، ولا تقنع النفوس المؤمنة بها ، وتجعل سائر ما ورد من