اعلم انّه لا خلاف يعتدّ به بين المسلمين في رفع المسيح عيسى بن مريم عليهماالسلام حيّا إلى السماء ، وامتداد حياته حتّى الآن ، وإلى نزوله في آخر الزمان.
وقد ادّعى بعضهم صريحا إجماع الامّة على ذلك ؛ كابن عطيّة الغرناطي الأندلسي في تفسيره على ما نقل عنه أبو حيّان الأندلسي أيضا في تفسيره «البحر المحيط» ، قال ابن عطيّة : وأجمعت الامّة على ما تضمّنه الحديث المتواتر من أنّ عيسى في السماء حيّ ، وأنّه ينزل في آخر الزمان ... الخ (١). وقال أبو حيّان نفسه في تفسيره الصغير : «النهر المارّ من البحر» المطبوع على حاشية «البحر المحيط» : وأجمعت الامّة على أنّ عيسى عليهالسلام حيّ في السماء ، وسينزل إلى الأرض (٢). وقال السفاريني الحنبلي في شرح منظومته المسماة ب «لوامع الأنوار البهيّة» : قد أجمعت الامّة على نزول عيسى بن مريم عليهالسلام ، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة ، وإنّما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممّن لا يعتدّ بخلافه. وقال الشريف سيدي محمّد بن جعفر الكتّاني في كتابه : «نظم
__________________
(١) تفسير البحر المحيط : ج ٢ ص ٤٧٣ من سورة آل عمران.
(٢) المصدر نفسه.