الصادق عليهالسلام عن علامة الإمامة ، فقال : طهارة الولادة ، وحسن المنشأ ، ولا يلهو ولا يلعب (١). وفي إثبات المسعودي والكتاب المعروف بدلائل الطبري في خبر مشتمل على خروج جماعة إلى الجواد عليهالسلام بعد وفاة أبيه لامتحانه ، ومنهم علي بن حسّان الواسطي ، وأنّه حمل معه من آلات الصبيان أشياء مصاغة من الفضّة بقصد الإهداء والإتحاف إليه عليهالسلام لطفوليّته ، قال : فنظر إليّ مغضبا ثمّ رمى به يمينا وشمالا ، فقال : ما لهذا خلقنا الله ، فاستقلته واستعفيته فعفا ، وقام فدخل ، وخرجت ومعي تلك الآلات (٢) ، والخبر.
أقول : ما ذكره من أنّ الإمام لا يلهو ولا يلعب حقّ لا ريب فيه ، ويدلّ عليه من الروايات أزيد ممّا رواه ، كما أنّ هذا ثابت بدلالة العقل أيضا ، إلّا أنّ اللعب يقال على فعل لم يقصد به فاعله مقصدا صحيحا. قال الراغب : ولعب فلان : إذا كان فعله غير قاصد به مقصدا صحيحا ، وقال : اللهو : ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه ، يقال : لهوت بكذا ، ولهيت عن كذا : اشتغلت عنه بلهو (٣). وأمثال هذه الأفعال الصادرة من الأطفال يترتّب عليها منافع مهمّة ، مثل : رشد جسمه ونموّه واعتدال أعضائه ، حتّى إنّ علماء التربية والرياضة يلزمون على مربّي الأطفال تشجيعهم على هذه الأفعال ، ولو لم يكن في طفل رغبة إلى هذه الأفعال الرياضية يستدلّون به على عدم صحّة جسمه ، بل وسلامة روحه.
فان قلت : إنّ هذه الأفعال وإن يترتّب عليها بعض المنافع إلّا أنّ
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٨٤.
(٢) البحار : ج ٥٠ ص ٥٨ نقلا عن دلائل الطبري مع اختلاف يسير ، وراجع إثبات الوصيّة : ص ٨٦ وما في المتن موافق له.
(٣) المفردات : ص ٤٥٠ و ٤٥٥.