فركع فيه ، وغلبته عينه ، فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله ، قال : فتأمّلت الداعي فإذا هو شابّ أسمر لم أر قطّ في حسن صورته ، واعتدال قامته ، ثم صلّى ، فخرج وسعى ، فأتبعته ، وأوقع الله تعالى في نفسي أنّه صاحب الزمان عليهالسلام ، فلمّا فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب ، فقصدت أثره ، فلمّا قربت منه إذا أنا بأسود مثل الفنيق قد اعترضني ، فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه : ما تريد عافاك الله؟ فأرعدت ووقفت ، وزال الشخص عن بصري ، وبقيت متحيّرا ، فلمّا طال بي الوقوف والحيرة انصرفت ، ألوم نفسي وأعذلها بانصرافي بزجرة الأسود ، فخلوت بربّي عزوجل أدعوه ، وأسأله بحقّ رسوله وآله عليهمالسلام ألّا يخيب سعيي ، وأن يظهر لي ما يثبت به قلبي ، ويزيد في بصري ، فلمّا كان بعد سنين زرت قبر المصطفى صلىاللهعليهوآله ، فبينا أنا اصلّي في الروضة التي بين القبر والمنبر إذ غلبتني عيني ، فإذا محرّك يحرّكني ، فاستيقظت فإذا أنا بالأسود ، فقال : وما خبرك؟ وكيف كنت؟ فقلت : الحمد لله وأذمّك ، فقال : لا تفعل ، فإنّي امرت بما خاطبتك به ، وقد أدركت خيرا كثيرا ، فطب نفسا وازدد من الشكر لله عزوجل على ما أدركت وعاينت ، ما فعل فلان؟ وسمّى بعض إخواني المستبصرين ، فقلت : ببرقة ، فقال : صدقت ، ففلان؟ وسمّى رفيقا لي مجتهدا في العبادة مستبصرا في الديانة ، فقلت : بالاسكندرية ، حتّى سمّى لي عدّة من إخواني ، ثم ذكر اسما غريبا ، فقال : ما فعل نقفور؟ قلت : لا أعرفه ، قال : كيف تعرفه وهو رومي فيهديه الله فيخرج ناصرا من قسطنطينية ، ثم سألني عن رجل آخر ، فقلت : لا أعرفه ، فقال : هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي عليهالسلام ، امض إلى أصحابك فقل لهم :