ما ورد في الأخبار من طول الأمد ، وأنّ له غيبتين إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم : مات ، و... ، و... ، أنّه قد قرب واقترب.
وثالثا : الظاهر من قوله : «كذب الوقّاتون» تكذيب الذين يوقّتون وقت الظهور ، ويعيّنون له وقتا خاصّا ، كالشهر الفلاني والسنة الفلانية ، أو السنة المعيّنة ، أو بين سنوات معيّنة.
قال : ويشهد للوضع ، اشتمال الأول على ظهوره بيّنا للناس ، ومعرّفا بنفسه لمن لا يعرفه ، مع أنّ محمد بن عثمان سفيره الثاني كان يقول : إنّ الحجّة ليحضر الموسم كلّ سنة ، يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه. واشتمال الثاني على أنّه كان عاجزا عن الاختفاء عمّن عرفه وتبعه حتّى زجره الأسود الذي كان معه وصرفه ، إلى غير ذلك من المنكرات.
أقول : أوّلا : إنّ الأول لم يشتمل على ظهوره بيّنا للناس ، ومعرّفا بنفسه لكلّ من لا يعرفه ممّن حضر الموسم ، بل يدلّ على أنّه يظهر في كلّ سنة يوما لخواصّه الذين يعرفونه ، ومن أخبر مدّعي وضع هذا الحديث بأن ليس له خواصّ وعمّال يعرفونه ولا يعرفهم الناس ، يحضرون الموسم في حلقة عن يمين الكعبة ، لا يراهم الناس وإن رآهم بعضهم لا يلتفتون بذلك؟!
وثانيا : اشتمال الثاني على أنّ الأسود قد اعترضه وصاح به بصوت لم يسمع أهول منه ، فقال له : ما تريد عافاك الله؟ فأرعد ووقف ، يدلّ على خلاف ذلك ، فملازمة الأسود وغيره له وصياحه على من يريد متابعته يدلّ على قدرته وسلطانه أم على عجزه عن الاختفاء عمّن عرفه؟ فإذا كان لله تعالى ملائكة عاملون له موكّلون على الامور ، فهل يعدّ