٩٤٢ ـ (٣٥) ـ الملاحم : بلغني عن ابراهيم بن سليمان بن حيّان بن مسلم بن هلال العبّاس الكوفي ، قال : أنبأ علي بن أسباط المصري ، قال : نبأ علي بن الحسين العبدي ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : خطب علي بن أبي طالب [عليهالسلام] ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيها الناس! إنّ قريشا أئمّة العرب ، أبرارها لأبرارها وفجّارها لفجارها ، ألا ولا بدّ من رحى تطحن على ضلالة وتدور ، فإذا قامت على قلبها طحنت بحدتها ، ألا إن لطحينها روقا وروقها حدتها وفلّها على الله ، ألا وإنّي وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغارا وأحلم الناس كبارا ، معنا راية الحقّ ، من تقدّمها مرق ، ومن تخلّف عنها محق ، ومن لزمها لحق ، إنّا أهل الرحمة ، وبنا فتحت أبواب الحكمة ، وبحكم الله حكمنا ، وبعلم الله علمنا ، ومن صادق سمعنا ، فإن تتّبعونا تنجوا ، وإن تتولّوا يعذّبكم الله بأيدينا ، بنا فكّ الله ربق الذلّ من أعناقكم ، وبنا يختم لا بكم ، وبنا يلحق التالي ، وإلينا يفيء الغالي ، فلو لا تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر لحدّثتكم بشباب من الموالي ، وأبناء العرب ، ونبذ من الشيوخ كالملح في الزاد ، وأقل الزاد الملح ، فينا معتبر ، ولشيعتنا منتظر ، إنّا وشيعتنا نمضي إلى الله بالبطن والحمى والسيف ، إن عدوّنا يهلك بالداء والدبيلة ، وبما شاء الله من البلية والنقمة ، وايم الله الأعزّ الأكرم ، أن لو حدّثتكم بكلّ ما أعلم لقالت طائفة : ما أكذب وأرجم ، ولو انتقيت منكم مائة قلوبهم كالذّهب ، ثمّ انتخبت من المائة عشرة ثمّ حدّثتهم فينا أهل البيت حديثا ليّنا لا أقول فيه إلّا حقّا ولا أعتمد فيه إلّا صدقا لخرجوا وهم يقولون : علي من أكذب
__________________
(٣٥) ـ الملاحم لابن المنادي : ص ١٢٦ ـ ١٢٨ ؛ كنز العمال : ج ١٤ ص ٥٩٢ ـ ٥٩٥ ح ٣٩٦٧٩.