لنفسي : ألهذا خلقت؟ فتركت ما هم فيه وهربت منهم ، فتبعوا ورائي فلم يدركوني ، فدخلت جامع بني اميّة فوجدت شخصا يتكلّم على الكرسي في شأن المهدي عليهالسلام ، فاشتقت إلى لقائه ، فصرت لا أسجد سجدة إلّا وسألت الله تعالى أن يجمعني عليه ، فبينا أنا ليلة بعد صلاة المغرب اصلّي صلاة السنّة إذا بشخص جلس خلفي وحسّ على كتفي ، وقال لي : قد استجاب الله دعاءك يا ولدي ، مالك؟ أنا المهدي ، فقلت : تذهب معي إلى الدار؟ فقال : نعم ، وذهب معي ، وقال لي : أخل لي مكانا أنفرد فيه ، فأخليت له مكانا ، فأقام عندي سبعة أيام بلياليها ، ولقّنني الذكر ، وقال : اعلّمك وردي تدوم عليه إن شاء الله تعالى : تصوم يوما وتفطر يوما ، وتصلّي في كلّ ليلة خمسمائة ركعة ، وكنت شابّا أمرد حسن الصورة ، فكان يقول : لا تجلس قط إلّا ورائي ، فكنت أفعل ، وكانت عمامته كعمامة العجم ، وعليه جبّة من وبر الجمال ، فلمّا انقضت السبعة أيام خرج فودّعته ، وقال لي : يا حسن ، ما وقع لي قطّ مع أحد ما وقع معك ، فدم على وردك حتّى تعجز فإنّك ستعمّر عمرا طويلا ، قال : ثمّ طلب الخروج ، وقال لي : يا حسن ، لا تجتمع بأحد بعدي ، ويكفيك ما حصل لك منّي فما ثمّ إلّا دون ما وصل إليك منّي ، فلا تتحمّل منّة أحد بلا فائدة ، فقلت : سمعا وطاعة ... الخ.
ثمّ قال (١) : أقول : وآثار الوضع عليه لائحة ، فإنّه من أكاذيب الصوفية ، وممّا يختلقون لهم ولمشايخهم ، والعجب من هذا المحدّث كيف ينقل مثل هذا الحديث ، وإنّي لأستحيي من النظر في مثله.
وأنا أقول : هل تعلم أنّ المحدّث النوري كتب «كشف الأستار»
__________________
(١) أي الناقد.