جوابا عن قصيدة وردت من بغداد من قبل أبناء العامّة مطلعها : أيا علماء العصر ... ، وقد ذكرت فيها الإيرادات والسؤالات حول المهدي عليهالسلام ، إنكارا لوجوده عليهالسلام ، وتسفيها لمن يعتقد به ، فقام النوري للدفاع عن الحقّ ، والذبّ عن المذهب ، وأتى بهذا الجواب الشافي الكافي من كتب العامّة ، وكلمات مشايخهم وأكابرهم ، وجادلهم بالتي هي أحسن ، ثم نقلها إلى النظم الجيد البليغ العلامة الكبير والمصلح الشهير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ، وأجابه أيضا على هذا المنوال نظما الشيخ جعفر النقدي والسيّد محسن الأمين ، وشرح الأخير قصيدته بالنثر أسماه «البرهان ...» وغيرهم.
ففي هذا المجال ذكر أسماء عدّة من القائلين بوجوده من العامّة ، منهم الشيخ حسن العراقي ، وهو ليس ملتزما بصحّة ما ينقل منهم ، ولا يلزم عليه من الاستدلال بأقوالهم وعباراتهم أن يكون معتقدا بتفاصيل جاءت فيها ، وقصّة الشيخ حسن التي وقعت مورد إنكاره مقبولة عند الصوفية العامّة ، وليس التصوّف عندهم كما هو عند الشيعة ، فإنّه عندنا مذموم لا يجوز الالتزام والتعبّد بتعاليمهم الخاصّة ممّا لم يؤثر من الشرع ، ولا يدلّ عليه الكتاب أو السنّة ، وأكثرها مختلقات وموضوعات مشتملة على العقائد الباطلة ، والأعمال المحرّمة بل والشرك ، وأمّا عند العامة ـ مع تضمّن ما عندهم من التصوّف بهذه المفاسد بالوضوح ـ ممدوح ، وأكثر علمائهم منخرطون في سلسلة من سلاسل التصوّف التي لا حقيقة لها وما أنزل الله بها من سلطان ، وشأن مثل محيي الدين والشعراني وأمثالهما أجلّ عند المتصوّفة منهم من الشافعي وأبي حنيفة ومالك وابن حنبل وأصحاب الحديث ، ولكن ذلك كلّه لا يمنع من الاستدلال بأقوالهم ردّا