أنّ أميركم فلان ، وذلك المهدي الّذي يملأ الأرض حقّا وعدلا.
١٠٢٩ ـ (٥) ـ الفتن : حدّثنا الوليد ورشدين ، عن ابن لهيعة ، قال : حدّثني أبو زرعة ، عن ابن زرير ، عن عمّار بن ياسر ، قال : إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمّد خرج المهدي ، على لوائه شعيب بن صالح.
١٠٣٠ ـ (٦) ـ الفتن : حدّثنا أبو يوسف المقدّسي ، عن عبد الملك بن
__________________
(٥) ـ الفتن : ج ٤ ص ١٦٨ ب الرايات السود للمهدي ؛ العرف الوردي (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ١٤١ ؛ الملاحم والفتن : ص ٥٥ ب ١٠٣ رواه عن ابن رزين.
(٦) ـ الفتن : ج ٣ ص ١١٧ ب ما يذكر من علامات من السماء.
أقول : اعلم أنّه يمكن أن يكون المراد بالصيحة غير النداء ، كما ربّما يكون ذلك ظاهر الآية الكريمة : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ ... يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ ...) ، ويمكن أن يكون المراد منها ومن الصوت النداءات المتعددة التي جاءت في الأحاديث أو بعض هذه النداءات ، ويؤيّد كون الصيحة غير النداء بعض ما ورد فيما يقال عند الصيحة والله أعلم.
وأما السفياني فهو رجل من آل أبي سفيان ، اسمه عثمان ، وأبوه عنبسة يخرج ـ كما في بعض الروايات ـ بالشام ، ويملك ثمانية أشهر أو أزيد من ذلك ، ويقبل ـ كما في غيبة الشيخ ـ من بلاد الروم متنصّرا ، في عنقه صليب ، وقد جاء فيه وما يصدر منه من الأفاعيل السيئة ، والأعمال الفظيعة ، وسيرته الخبيثة ، روايات كثيرة تجاوزت عن حدّ التواتر ، ولعلّ ما ذكر منها نعيم بن حمّاد تزيد عن المائة ، فراجع في ذلك فتنه ، وكتاب الملاحم لابن المنادي ، وكتب الفتن من الصحاح والجوامع لأهل السنّة ، وما ورد فيه في كتب مشايخ الشيعة ومحدّثيهم ، ومن ذلك ما روى الفضل بن شاذان في حديث طويل عن أبي عبد الله عليهالسلام (ح ٢٨ من الأربعين الموسوم بكشف الحق) فيه صفة السفياني وغيره ، وأنّه يظهر الزهد ، ويتقشّف ، ويتقنع بخبز الشعير والملح الجريش ، ويبذل الأموال فيجلب بذلك قلوب الجهّال.
وربما يستغرب ما في طائفة من هذه الأحاديث ، بل يوجد فيها بعض ما لا يوافق الأصول الاسلاميّة والمذهبيّة ، أو لا يقبله العقل ، غير أنّ ذلك لا يضرّ بالتواتر وما اتّفق عليه الأحاديث أو جاء فى الأحاديث الصحاح ، فتدبّر ولا تنكر الأمر الثابت الذي