القوم كرّة الليث الجريء وهو ينشد ويقول :
صبراً على الموت بني قحطان |
|
كيما تكونوا في رضى الرحمان |
ذي المجد والعزّة والبرهان |
|
وذي العلا والطول والإحسان |
يا أبتا قد صرت للجنان |
|
في قصر فضل حسن البنيان |
ولم يزل يحمل فيهم حتّى قتل ، رحمة الله عليه (١).
ثمّ برز من بعده عمر بن خالد الأزدي وقاتل قتال الأبطال وجدّل بسيفه الرجال وهو يقول :
إليك يا نفسي إلى الرحمان |
|
وأبشري بالروح والريحان |
اليوم تجزين على الإحسان |
|
ما كان منك غابر الأزمان |
ما خطّ في اللوح لدى الديّان |
|
لا تجزعي فكلّ حيّ فان |
ثم قاتل حتّى قتل رحمة الله عليه (٢).
وبرز من بعده سعد بن حنظلة التميمي ، فودّع الحسين عليهالسلام وحمل على القوم وهو ينشد ويقول :
صبراً على الأسياف والأسنّة |
|
صبراً عليها لدخول الجنّة |
وحور عين ناعمات هنّة |
|
لمن يريد الفوز لا بالظنّة |
ثمّ اقتحم القلب وقاتل قتالاً شديداً حتّى قتل رحمة الله عليه (٣).
ثمّ برز من بعده مسلم بن عوسجة فبالغ في قتال الأعداء ، وصبر على أهوال البلاء ، وهو يرتجز يقول :
إن تسألوا عنّي فإنّي ذو لبد |
|
من فرع قوم من ذرى بني أسد |
__________________
(١) ورواه الخوارزمي في المقتل ٢ : ١٤.
(٢) ورواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ١٤ مع اختلاف قليل في بعض ألفاظ الأبيات ، وأضاف :
ما خط باللوح لدى
الديّان |
|
فاليوم زال ذاك
بالغفران |
لا تجزعي فكلّ حيّ
فان |
|
والصبر أحضى لك
بالأمان |
(٣) ورواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ١٤ مع إضافة بيت :
يا نفس للراحة
فاطرحنّة |
|
وفي طلاب الخير
فارغبنّه |