قيل : ورماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه في حِجر عمّه (١).
ثمّ إنّ الشمر لعنه الله حمل على فسطاط الحسين عليهالسلام فطعنه بالرمح ثمّ قال : عليَّ بالنار لأحرقه على مَن فيه.
فقال له الحسين عليهالسلام : « أنت الداعي بالنار لتحرق بيتي على أهلي ، أحرقك الله بالنار ». فجاء شبث بن ربعي فوبّخه ، فاستحيى وانصرف (٢).
قال : فنادى الحسين عليهالسلام وقال : « ابعثوا لي ثوباً لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي لئلا أجرّد منه ». فأتي له بثوب فردّها وقال : « ذلك لباس من ضربت عليه الذلّة ». ثمّ إنّه أخذ ثوباً خلقاً فجعله تحت ثيابه ، فلمّا قتل جرّدوه منه.
ثم استدعى بسراويل من حبرة فمزّقها لئلا يسلبونها ، فلمّا قتل جرّدوه منها (٣).
قال : فأعيا عن القتال وكفّ عن الجدال ، فنادى شمر لعنه الله : ما وقوفكم ؟ وما تنتظرون بالرجل ؟ احملوا عليه ثكلتكم أمّهاتكم.
فرماه الحصين بن تميم في فيه ، وأبو أيوب الغنوي في حلقه ، وطعنه صالح بن وهب المزني في خاصرته طعنة سقط بها عن فرسه على خدّه الأيمن ، ثمّ قام صلوات الله عليه (٤).
قال الراوي : فلمّا سقط الحسين عليهالسلام خرجت زينب بنت عليّ عليهالسلام من الفسطاط وهي تنادي : « وا أخاه ، وا سيّداه ، ليت الموت أعدمني الحياة ، وليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل ، يا عمر بن سعد ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه » ؟!
__________________
(١) ورواه السيّد ابن طاوس في الملهوف : ص ١٧٣.
(٢) ورواه السيّد ابن طاوس في الملهوف : ٣ : ١٧٣.
(٣) ورواه السيّد ابن طاوس في الملهوف : ص ١٧٤.
(٤) ورواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٣٥ ، والسيد ابن طاوس في الملهوف : ص ١٧٤ ـ ١٧٥.