الحكميّة ، والنفوس العرفانيّة ، والتدبيرات الفلسفية ، والهمم الإسكندريّة ، والوزراء الطالوتية ، والجياد الرياحية ، والذوابل القعضبية ، والسيوف المشرفية ، درّة إكليل يافوخ الجلال ، يتيمة عقد جيد الإفضال ، رفرف الشرف ، وشرف التخت والرفرف ، بدر هالة التعظيم ، هالة قمر التفخيم ، واحد الذات وظلّ الواحد ، ماجد الصفاة وأثر صفات الماجد ، قاهر الملوك بالغلبة والسلطان ، فائق السلاطين في المرتبة وتواتر الأعوان ، الشاه الأعظم ، والسلطان الأفخم ، منبع عين الفخر والشيم ، سلطان العرب والعجم ، حضرت محمّد شاه قاجار ؛ ثبّت الله بسيط دولته برواسي التأييد ، وأقرّ أركان سلطنته ببنيان الدوام والتخليد ، وسيّر في ركابه جهابذ الدهور ، وذلّل لجنابه شوامس الأمور بالنور ، المنبسط على الطور ، فظهر في زمانه قمر الشيعة من استتاره ، وأطلق أسد الشريعة من إساره ، وأخصبت بوجوده مواحل مرابع الإسلام ، واستظلّت بأفيئة دولته كافّة الأنام ، فترى مساجدهم محشودة بطوائف العباد ، مأنوسة بنغمات التلاوة والأوراد ، وقضاتهم يفتون حسب ما أمروا أئمّتهم وعلماءهم ، يتذاكرون ما ورد عنهم ، قد أرغموا بمفاخراتهم أنوف الأضداد ، وأفحموا ببليغ عبارات احتجاجهم النواصب الأوغاد ، قد أبدلهم الله خوفهم بالذّعة ، وعوّضهم عن ضيقهم بالسعة ، فوطئوا بأخمص الاقتدار هامات أعدائهم الفجّار ، وأذلّوا أنوف الناصبين ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله ربّ العالمين.
وبعد ، فيقول أقلّ الخليقة ، بل لا شيء في الحقيقة ، ذو الجرم والقصور ، وراجي الفوز في النشور ، سلمان بن عبد الله آل عصفور عامله الله بفضله ، ووضع عنه أثقال عدله : إنّ الشوق قد قيّد أقدامي ، والحبّ قد ملك زمامي ، والوليّ قد قادني ، والبرّ قد أساقني إلى اقتحام مضمار لست من فرسانه ، وولوج عرين ما كنت من أقرانه ، والدخول في جملة قوم أنا أقلّ منهم ، طمعاً منّي في قوله صلىاللهعليهوآله : « من تشبّه بقوم فهو منهم » (١) ، وإلاّ فأين الذرّ من الأطواد ، وأنّى للفسكل
__________________
(١) المعجم الأوسط للطبراني : ٩ : ١٥١ / ٨٣٢٣ ، مجمع الزوائد : ١٠ : ٢٧١ عن الطبراني ،