وجعلت أمير المؤمنين عليهالسلام وليّها ، فزوّجها من الحسين (١).
__________________
(١) رواه الطبري الصغير في دلائل الإمامة : ص ١٩٤ ح ١١١ / ١ في عنوان : « خبر أمّه والسبب في تزويجها » قال : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن مخزوم المقرئ مولى بني هاشم قال : حدثنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد العامري التمّار بالكوفة قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات قال : حدثنا عمرو بن أبي المقدام ، عن سلمة بن كهيل ، عن المسيّب بن نجبة قال : لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيداً للعرب ، وأن يرسم عليهم أن يحملوا العليل والضعيف والشيخ الكبير في الطواف على ظهورهم حول الكعبة ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « أكرموا كريم كلّ قوم ».
فقال عمر : قد سمعته يقول : « إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم ».
فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : « فمن أين لك أن تفعل بقوم كرماء ما ذكرت ؟ إنّ هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ورغبوا في الإسلام والسلام ، ولابدّ من أن يكون لي منهم ذريّة ، وأنا أشهد الله وأشهدكم أنّي قداعتقت نصيبي منهم لوجه الله ».
فقال جمع بني هاشم : قد وهبنا حقّنا أيضاً لك. فقال : « اللهم اشهد أنّي قد أعتقت جميع ما وهبونيه من نصيبهم لوجه الله ».
فقال المهاجرون والأنصار : قد وهبنا حقّنا لك يا أخا رسول الله. فقال : « اللهم اشهد أنّهم قد وهبوا حقّهم وقبلته ، واشهد لي بأنّي قد اعتقتهم لوجهك ».
فقال عمر : لِمَ نقضتَ عليّ عزمي في الأعاجم ؟ وما الّذي رغّبك عن رأيي فيهم ؟
فأعاد عليه ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في إكرام الكرماء ، وما هم عليه من الرغبة في الإسلام ، فقال عمر : قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصّني وسائر ما لم يوهب لك.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « اللهم اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إيّاهم ، فرغبت جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « هؤلاء لا يكرَهن على ذلك ولكن يخيّرن ، فما اخترنه عمل به ».
فأشار جماعة الناس إلى شهربانوية بنت كسرى ، فخيّرت وخوطبت من وراء حجاب والجمع حضور ، فقيل لها : من تختارين من خطّابك ؟ وهل أنت ممن تريدين بعلاً ؟ فسكتت.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « قد أرادت وبقي الاختيار ».
فقال عمر : وما علمك بإرادتها البعل ؟