فيا إخواني ، ها هنا نكتة غريبة ، وضميمة عجيبة ، وذلك لأنّه جرى في علم الله ربّ الأرباب بأن يخرج منها الأئمّة الأنجاب ، باب الحكمة وفصل الخطاب ، وما ذلك إلاّ لجلالة قدرها وقدم شرفها وفخرها ، فيا لها من مرتبة تقاصرت عنها خواتين الجلال ، وانحسرت عن إدراكها مخدّرات الكمال ، فطوبى لشهربانو فلقد حازت الشرفين ، وفازت بالحسنين ، وسعدت بحمل الغطارفة الميامين ، وما ذاك إلاّ من التوفيق الربّاني ، والفضل السبحاني ، ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (١).
وإنّ غلاماً بين كسرى وهاشم |
|
|
|
لأكرم من نيطت عليه التمائم |
|
__________________
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إذا أتته كريمة قوم لا وليّ لها وقد خطبت أمر أن يقال لها : أنت راضية بالبعل ؟ فإن استحيت وسكتت جعل إذنها صُماتها وأمر بتزويجها ، وإن قالت : لا ، لم تكره على ما لا تختاره ».
وإن شهربانوية أريت الخطّاب وأومأت بيدها وأشارت إلى الحسين بن علي ، فأعيد القول عليها في التخيير ، فأشارت بيدها وقالت بلغتها : « هذا إن كنت مخيّرة » ، وجعلت أمير المؤمنين عليهالسلام وليّها ، وتكلّم حذيفة بالخطبة ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما اسمك » ؟
قالت : شاه زنان.
قال : « نه ، شاه زنان نيست مگر دختر محمّد صلىاللهعليهوآله ، وهي سيدة النساء ، أنت شهر بانويه وأختك مرواريد بنت كسرى ».
قالت : آرية.
وروي أنّ شهر بانوية وأختها مرواريد خيّرتا ، فاختارت شهربانوية الحسين عليهالسلام ، ومرواريد الحسن عليهالسلام.
ورواه عنه جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي في الدر النظيم : ص ٥٧٩.
ورواه الكليني في الكافي : ١ : ٤٦٦ كتاب الحجّة باب مولد علي بن الحسين عليهماالسلام ، وعنه علي بن يوسف الحلي في العدد القوية : ص ٥٧.
(١) سورة الحديد : ٥٧ : ٢١ ، والجمعة : ٦٢ : ٤.