هو النور نور الله موضع سرّه |
|
|
|
وموضع ينبوع الإمامة عالم |
|
بما كان في التكوين أو هو كائن |
|
|
|
من الله قد عدّت إليه المكارم |
|
فلولاه ساخت هذه الأرض بالورى |
|
|
|
ولولاه ما قرّت هناك العوالم |
روي في كتاب المجالس أنّ مولد الإمام السجّاد كان في يوم الخميس خامس شهر شعبان سنة ثلاث وثلاثين (١).
وجرت له عليهالسلام بعد مولده معاجز أبهرت عقول أولى الألباب ، وكلّت عن حصرها أقلام الكتاب ، وظهرت له مناقب ملأت الأصقاع ، وطبّقت الفجاج والبقاع ، وكم له مع ربّه حالات انفرد بها ، وكم جرت له مناجاة فاز بفرضها وندبها ، فمن ذلك ما تناقله عنه الرواة وحدّث به جملة من الثقات أنه عليهالسلام خرج ليلة من الليالي ، وكانت ليلة طخياء اشتدّ ظلامها ، واستوحشت آكامها ، فتعلّق بأستار الكعبة ، وجعل يناجي ربّه :
يا ذا المعالي عليك معتمدي |
|
طوبى لعبد تكون مولاه |
طوبى لمن بات خائفاً وجلا |
|
يشكو إلى ذي الجلال بلواه |
إذا خلا في الظلام مبتهلاً |
|
أكرمه ربّه ولبّاه |
__________________
(١) ورواه الكليني في الكافي : ١ : ٤٦٦ في كتاب الحجة باب مولد علي بن الحسين عليهماالسلام ، وعلي بن يوسف الحلي في العدد القوية : ص ٥٥ عن كتابي الدر والتذكرة ، وابن الخشاب في مواليد الأئمّة ووفياتهم ( مجموعة نفيسة : ص ١٧٨ ) ، والمفيد في الإرشاد : ٢ : ١٣٧ ، والإربلي في كشف الغمة : ٢ : ٢٨٥.