فإذا بالنداء داخل الكعبة وقائلاً يقول :
لبيّك لبيّك أنت في كنفي |
|
وصوتك اليوم قد سمعناه |
صوتك تشتاقه ملائكتي |
|
وعذرك اليوم قد قبلناه |
فاسأل بلا دهشة ولا وجل |
|
ولا تخف إنّني أنا الله (١) |
وروي في الأمالي أنّه عليهالسلام إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه وأصابته رعدة ، ولقد انغمر في بحار العبادات حتّى تحدّث بها عنه العبّاد ، وارتمس في لجّ الزهد حتّى استحقرت زهدها لديه الزهّاد ، كما حكى طاووس الفقيه قال : كنت أطوف بالكعبة ليلة من الليالي ، فإذا شابّ ظريف الشمائل ، وعليه ذؤابتان ، وهو متعلّق
__________________
(١) وروى نحوه ابن شهر آشوب في المناقب : ٤ : ٧٦ في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام عن عيون المحاسن أنّه ساير أنس بن مالك فأتى قبر خديجة فبكى ، ثمّ قال : « اذهب عنّي » ، قال أنس فاستخفيت عنه ، فلمّا طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلاً :
يا ربّ يا ربّ أنت
مولاه |
|
فارحم عبيداً إليك
ملجاه |
يا ذا المعالي
عليك معتمدي |
|
طوبى لمن كنت أنت
مولاه |
طوبى لمن كان
خائفاً أرقاً |
|
يشكو إلى ذي
الجلال بلواه |
وما به علّة ولا
سقم |
|
أكثر من حبّه
لمولاه |
إذا اشتكى بثّه
وغصّته |
|
أجابه الله ثمّ لباه |
إذا ابتلى بالظلام
مبتهلاً |
|
أكرمه الله ثمّ
أدناه |
فنودي :
لبيّك لبيّك أنت
في كنفي |
|
وكلّ ما قلت قد
علمناه |
صوتك تشتاقه ملائكتي |
|
فحسبك الصوت قد
سمعناه |
دعاك عندي يجول في
حجبه |
|
فحسبك الستر قد
سفرناه |
لو هبت الريح في
جوانبه |
|
خرّ صريعاً لما
تغشاه |
سلني بلا رغبة ولا
رهب |
|
ولا حساب إنّي أنا
الله |
ورواه عنه البحراني في العوالم : ص ٦٨ في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام ، والمجلسي في البحار : ٤٤ : ١٩٣.