بالكعبة وهو يقول : « نامت العيون وغارت النجوم ، وأنت الحيّ القيوم ، وغلّقت الملوك عليها أبوابها ، وطاف عليها حرّاسها ، وأبوابك مفتّحة للسائلين ، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله بعرصات القيامة ».
ثمّ بكى وقال : « وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاكّ ، ولا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرّض ، ولكن سوّلت لي نفسي ، وغلبني هواي ، وغرّني سترك المرخى عليّ ، فالآن من عذابك من يستنقذني ، وبحبل من أعتصم إن أنت قطعت حبلك عنّي ؟
فوا سوأتاه غداً من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفّين : جوزوا ، وللمثقلين : حطّوا ، أمع المخفّين أجوز أم مع المثقلين أحطّ ؟
ويلي ، كلّما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب ، أما آن لي أن أستحيي من ربّي » ؟!
ثمّ بكى وأنشأ يقول :
أتحرقني بالنّار يا غاية المنى |
|
فأين رجائي ثمّ أين مخافتي |
أتيت بأعمال قباح رديّة |
|
فما في الورى شخص جنى كجنايتي |
ثمّ إنّه بكى وقال : « سبحانك تُعصى كأنّك لا ترى ، وتحلم كأنّك لم تعص ، تتودّد إلى خلقك بحسن الصنع كأنّ بك حاجة إليهم ، وأنت يا سيّدي الغنيّ عن ذلك ».
ثمّ خرّ إلى الأرض ساجداً. قال : فدنوت منه ، وشلت رأسه ووضعته في حجري ، وبكيت حتّى جرت دموعي على خدّه عليهالسلام ، فاستوى جالساً فقال : « من ذا الّذي أشغلني عن ذكر ربّي » ؟
فقلت : أنا طاووس يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ما هذا الجزع والفزع ، ونحن