محمّداً عبده ورسوله ، وأنّك إمام وحجّة الله على خلقه ، وأنا تائب إلى الله تعالى ممّا كنت عليه (١).
وروي في الكتاب المذكور عن أبان بن تغلب قال : كنت عند أبي عبد الله الصادق عليهالسلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلّم ، فردّ أبو عبد الله عليهالسلام فقال : « مرحبا بك يا سعد » (٢).
فقال له الرجل : هذا اسم ما سماّني به أحد إلاّ أمي ، وما أقلّ من يعرفني بهذا الاسم (٣).
فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : « صدقت يا سعد المولى ».
فقال الرجل : جعلت فداك ، بهذا كنت ألقّب.
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « لا خير في اللقب ، إنّ الله تعالى يقول : ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ، ما صناعتك يا سعد » ؟
قال : جعلت فداك ، إنّا أهل بيت ننظر في النجوم ، لا يوجد أحد في اليمن أعلم به منّا (٥).
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « [ فكم يزيد ضوء الشمس على ضوء القمر درجة » ؟
فقال اليماني : لا أدري. فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « صدقت ».
قال : « فكم ضوء القمر يزيد على ضوء المشتري درجة » ؟
__________________
(١) الاحتجاج : ٢ : ٢٠١ برقم ٢١٥ وما بين المعقوفات منه ، وفيه : « ممّا كنت فيه ».
ورواه ـ مع إضافات في أوّله ـ الكليني في الكافي : ١ : ٧٩ ح ٤ كتاب التوحيد ، والصدوق في كتاب التوحيد : ص ١٢٢ باب ٩ ح ١.
(٢) المثبت من المصدر ، وفي النسخة : « يا سعد المولى ».
(٣) في المصدر : « بهذا الإسم سمّتني أمّي ، وما أقلّ من يعرفني به ».
(٤) سورة : الحجرات : ٤٩ : ١١.
(٥) في المصدر : « لا يقال إن باليمن أحد أعلم بالنجوم منّا ».