ولله درّ من قال من الرجال الأبدال ، ولقد أجاد في المقال :
الفريد الّذي مفاتيح علم الواحد |
|
الفرد غيره ما حواها |
وهو الجوهر المجرّد منه |
|
كلّ نفس مليكها زكّاها |
لم تكن هذه العناصر إلاّ |
|
من هيولاه حيث كان أباها |
من يلج في جنان جدوى يديه |
|
يجد الحور من أقل إماها |
ما حباه الشفاعة الله إلاّ |
|
لكنوز من جاهه زكّاها |
ثق بمعروفه تجده زعيما |
|
بنجاة العصاة يوم لقاها |
كيف تظما حشى المحبّين منه |
|
وهو من كوثر الوداد سقاها |
شربة أعقبتهم نشوات |
|
رقّ نشوانها وراق انتشاها |
ما رأت وجهه الغمامة إلاّ |
|
وأراقت منه حياءً حياها |
روي في الكافي عن ظريف بن ناصح قال : لمّا بعث أبو جعفر الدوانيقي إلى أبي عبد الله ليشخصه إليه ، رفع يده إلى السماء وقال : « اللهّم إنّك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما ، فاحفظني لصلاح آبائي محمّد وعلي والحسن والحسين وعلي [ بن الحسين ومحمّد بن علي ] عليهمالسلام ، اللهمّ إنّي أدرأ بك في نحره ، وأعوذ بك من شرّه ».
ثمّ قال عليهالسلام للجمّال : « سر ( بنا حيث أمرت ) (١) ».
قال : فلمّا ورد الحضرة استقبله الربيع وقال له : يا أبا عبد الله ، لقد تركت باطن هذا الطاغية يتلظّى عليك ويقول : والله لا أترك لأهل هذا البيت نخلاً إلاّ عقرته ولا مالاً إلاّ نهبته ، ولا ذريّة إلاّ سبيتها !
قال : فهمس بشيء خفي وحرّك شفتيه ودخل وسلّم وقعد ، فردّ عليهالسلام وقال له : أما والله لقد هممت أن لا أترك لك نخلاً إلاّ عقرته ، ولا مالاً إلاّ أخذته.
__________________
الوادي ».
ورواه عنه في البحار : ٤٧ : ٨٨.
ورواه الصفار في بصائر الدرجات : ص ٤٠٣ ج ١٠ ب ١٣.
(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.