وروي في كتاب كشف الغمّة مرسلاً عن بعض أصحاب الصادق عليهالسلام قال : دخلت على سيّدي جعفر بن محمّد وعنده ابنه موسى عليهالسلام وهو يوصيه بهذه الوصيّة ، فكان ممّا حفظت منها أن قال : « يا بُنيّ ، اقبل وصيّتي واحفظ مقالتي ، فإنّك إن حفظتها تعش سعيداً وتمت حميداً.
يا بُنيّ ، من قنع بما قسم له استغنى ، ومن مَدّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيراً ، ومن لم يرض بما قسم [ الله ] له اتّهم الله في قضائه ، ومن استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه ، ومن استصغر زلّة نفسه استعظم زلّة غيره.
يا بُني ، من كشف [ عن ] حجاب غيره انكشفت (١) عورات بيته ، ومن سل سيف البغي قُتِل به ، من احتفر بئراً لأخيه وقع فيه (٢) ، ومن داخل السفهاء حُقِّر ، ومن خالط العلماء وُقِّر ، ومن دخل في مداخل السوء اتُّهم.
إيّاك أن تزري بالرجال فيزرى بك ، وإيّاك والدخول فيما لا يعنيك فتذلّ.
يا بنيّ ، قل الحقّ لك وعليك ، تستشار من بين أقرانك.
يا بُني ، كن لكتاب الله تالياً ، وللسلام (٣) فاشيا ، وبالمعروف آمراً ، وعن المنكر ناهياً ، ولمن قطعك واصلاً ، ولمن سكت عنك مبتدئاً ، ولمن سألك معطياً.
__________________
المناقب : ٤ : ٢٥٢ نقلاً عن كتاب الترهيب والترغيب لأبي القاسم الإصفهاني والعقد الفريد لابن عبد ربّه ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة : ص ٣٤٤ ، وابن طاوس في مهج الدعوات : ص ١٨٩ ـ ١٩٦ ، وابن طلحة في مطالب السؤول : ٢ : ٥٨ ـ ٥٩ ، والذهبي في السير : ٦ : ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ، والإربلي في ترجمة الإمام الصادق عليهالسلام من كشف الغمة مع زيادات واختلافات ، وعنه في البحار : ٤٧ : ١٨٢.
ورواه الجزري في أسنى المطالب : ص ٩٦ ـ ٩٨ بطريقين ثمّ قال : هذا حديث غريب عزيز ، رواه من الأئمّة المعتمد عليهم الحافظ الكبير إسماعيل التيمي في كتابه الترغيب والترهيب من الطريق الأولى كما رويناه ، والحافظ أبوبكر بن أبي الدنيا من الطريق الثانية كما أخرجناه ، وهو مجرّب في الشدائد.
(١) في المصدر : « تكشّفت ».
(٢) في المصدر : « ومن احتفر لأخيه بئراً سقط فيه ».
(٣) في المصدر : « للإسلام ».