يا عليّ ، أهل مودّتك كل أوّاب حفيظ وكلّ ذي طمرين (١) لو أقسم على الله لأبرّ قسمه.
يا عليّ ، أحبّاؤك كل محتقر عند الخلق عظيم عند الحقّ.
يا عليّ ، أنا وليّ لمن واليت وعدوّ لمن عاديت.
يا عليّ ، إخوانك ذبل الشفاه (٢) ، تعرف الرهبانية في وجوههم ، يفرحون في ثلاث مواطن : عند الموت وأنا شاهدهم ، وعند المسألة في قبورهم وأنت تلقّنهم ، وعند العرض الأكبر إذ دعي كلّ أناس بإمامهم.
يا عليّ ، بشّر إخوانك أنّ الله قد رضي عنهم.
يا عليّ ، أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وأنت وشيعتك الصافّون المسبّحون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله دين ، ولولا مَن في الأرض منكم لما نزل من السماء قطر.
يا عليّ ، لك في الجنة كنز وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك حزب الله ، وحزب الله هم المفلحون الفائزون على الحوض تسقون من أحبّكم ، وتمنعون من أبغضكم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر.
يا عليّ ، أنت وشيعتك تظلّون في الموقف وتتنعّمون في الجنان.
يا عليّ ، إنّ الجنّة مشتاقة إلى شيعتك ، وإنّ حملة العرش المقرّبين يستغفرون لهم ويستبشرون بقدومهم ، وإنّ الملائكة يخصّونهم بالدعاء.
يا عليّ ، شيعتك الذين يخافون الله في السرّ والعلانية.
يا عليّ ، شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات ويلقون الله ولا ذنب عليهم.
يا عليّ ، أعمال شيعتك تعرض عليّ في كلّ يوم جمعة ، فأفرح بصالح أعمالهم وأستغفر لسيّئاتهم.
يا عليّ ، ذكرك وذكر شيعتك في التوراة قبل أن يخلقوا بكلّ خير ، وكذلك في
__________________
(١) الطِمر ـ بالكسر ـ : الثوب الخلق.
(٢) ذَبلت بشرته : قلّ ماء جلدته وذهب نظارته ، وهنا كناية عن كثرة صيامهم.