الإنجيل ، فإنّهم يعظّمون إليا وشيعته.
يا عليّ ، ذكر شيعتك في السماء أكثر من ذكرهم في الأرض ، فبشّرهم بذلك.
يا عليّ ، قل لشيعتك وأحبابك ي [ ت ] ـنزهون من الأعمال التي يعملها عدوّهم ، فما من يوم ولا ليلة إلاّ ورحمة من الله نازلة عليهم.
يا عليّ ، اشتدّ غضب الله على من أبغضك وأبغض شيعتك ، واستبدل (١) بك وبهم.
يا عليّ ، ويل لمن استبدل بك سواك وأبغض من والاك.
يا عليّ ، اقرأ شيعتك السلام وأعلمهم أنّهم إخواني وأنّي مشتاق إليهم ، فليستمسكوا بحبل الله ويعتصموا به ويجتهدوا في العمل ، فإن الله تعالى راض عنهم يباهي بهم الملائكة ، لأنّهم وفوا بما عاهدوا الله تعالى وأعطوك صفو المودة من قلوبهم ، واختاروك على الآباء والإخوة والأولاد ، وصبروا على المكاره فينا مع الأذى وسوء القول فيهم ، فكن بهم رحيماً ، فإنّ الله سبحانه اختارهم لنا وخلقهم من طينتنا ، واستودعهم سرّنا ، وألزم قلوبهم معرفة حقنا ، وجعلهم متحلّين بحليتنا لا يؤثرون علينا من خالفنا ، فالناس في غمّة من الضلال قد عموا عن الحجة وتنكّبوا المحجّة ، يصبحون ويمسون في سخط الله ، وشيعتك على منهاج الحقّ ، لا يستأنسون إلى من خالفهم ، وليست الدنيا لهم ، ولا همّهم ! منها ، أولئك مصابيح الدجى » (٢).
__________________
(١) المثبت من الأمالي والمشارق ، وفي النسخة : « واستذل ».
(٢) رواه الصدوق في أماليه : م ٨٣ ح ٢ وفيه : « يا عليّ ، إنّ الله عزّ وجلّ وهب لك حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض ، فرضيت بهم إخواناً ورضوا بك إماماً ، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك.
يا عليّ ، أنت العلم لهذه الأمة ، من أحبّك فاز ، ومن أبغضك هلك.
يا عليّ ، أنا مدينة العلم وأنت بابها ، وهل تؤتى المدينة إلاّ من بابها.
يا عليّ ، أهل مودّتك كل أوّاب حفيظ وكل ذي طِمر لو أقسم على الله لأبرّ قسمه.