__________________
يا عليّ ، إخوانك كلّ طاهر زاك مجتهد ، يحبّ فيك ، ويبغض فيك ، محتقر عند الخلق ، عظيم المنزلة عند الله عزّ وجلّ.
يا عليّ ، محبّوك جيران الله في دار الفِردوس ، لا يأسفون على ما خلّفوا من الدنيا.
يا عليّ ، أنا وليّ لمن واليت ، وأنا عدوّ لمن عاديت.
يا عليّ ، مَن أحبّك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني.
يا عليّ ، إخوانك ذبل الشفاه ، تُعرف الرهبانية في وجوههم.
يا علي ، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المسألة في قبورهم ، وعند العرض الأكبر ، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا.
يا عليّ ، حربك حربي وسلمك سلمي ، وحربي حرب الله ، ومن سالمك فقد سالمني ، ومن سالمني فقد سالم الله عزّ وجلّ.
يا عليّ ، بشّر إخوانك ، فإن الله عزّ وجلّ قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائداً ورضوا بك وليّاً.
يا عليّ ، أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين.
يا عليّ ، شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله عزوجل دين ، ولولا مَن في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.
يا عليّ ، لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك تُعرف بحزب الله عزّ وجلّ.
يا عليّ ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط ، وخيرة الله من خلقه.
يا عليّ ، أنا أوّل من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ، ثمّ سائر الخلق.
يا عليّ ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم ، وأنت الامنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش ، يفزع النّاس ولا تفزعون ، ويحزن النّاس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) ، وفيكم نزلت : ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ).
يا عليّ ، أنت وشيعتك تُطلبون في الموقف ، وأنتم في الجنان تتنعّمون.
يا عليّ ، إن الملائكة والخزّان يشتاقون إليكم ، وإنّ حملة العرش والملائكة المقرّبين ليخصّونكم بالدعاء ، ويسألون الله لمحبيكم ، ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة.