عصاه فأوجس في نفسه خيفة قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما آمنتني. قال الله جل جلاله : ( لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَىٰ ) (١).
يا يهودي ، لو أنّ موسى عليهالسلام أدركني (٢) ثمّ لم يؤمن بنبوّتي ، لم ينفعه إيمانه شيئاً ، ولا نفعته النبوّة.
يا يهودي ، ومِن ذريّتي المهدي ، إذا خرج نزل المسيح لنصرته ، فيقدّمه ويصلّي خلفه ».
فصمت اليهودي كأنّما ألقم حجراً.
وروي عن الصادق عليهالسلام ، عن أبيه ، عن أبيه علي بن الحسين عليهمالسلام أنّه دخل عليه رجلان من قريش ، فقال : « إلاّ أحدّثكما عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ ». قالا : بلى ، حدّثنا عن أبي القاسم محمّد صلىاللهعليهوآله .
قال : سمعت أبي يقول : « لمّا كان قبل وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله بثلاثة أيّام نزل [ عليه ] جبرئيل عليهالسلام فقال : يا أحمد ، إنّ الله أرسلني إليك إكراماً وتفضيلاً [ لك ] وخاصّة ، يسألك عمّا هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك يا محمّد ؟
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : تجدُني يا جبرئيل مغموماً ، تجدني يا جبرئيل مكرُوباً.
فلمّا كان اليوم الثالث هبط جبرئيل ومعه ملك الموت عليهماالسلام ، ومعهما مَلَكٌ يقاله له : « إسماعيل » في الهواء في سبعين ألف مَلَك ، فسَبَقَهُم جبرئيل عليهالسلام فقال : يا
__________________
(١) سورة طه : ٢٠ : ٦٨.
(٢) في المصدر : « إنّ موسى لو أدركني ».
( ) رواه الطبرسي في الباب ٢٨ ـ ذكر استشفاع أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين في دعوى الأنبياء عليهم السلام من الاحتجاج : ج ١ ص ١٠٦.
ورواه الصدوق في أماليه : المجلس ٣٩ الحديث ٤ ، والعلاّمة المجلسي في البحار : ٢٦ : ٣١٩ ـ ٣٢٠.
وأورده الفتّال في عنوان « مناقب آل محمّد صلوات الله عليهم » من روضة الواعظين : ص ٢٧٢ ، والسبزواري في الفصل ٤ من جامع الأخبار : ص ٤٤ ـ ٤٥ ح ٤٨ / ٩.
( ) في المصدر : « هبط ».