وتواثب ظلاّمها ، فقد غصبوها تراثها ، وحازوا ميراثها ، وأوجعوا جبينها ، وأغضبوا ربّها ، وتركوها حزينة عليلة ، ومكروبة ذليلة ، ولله درّ من قال من الرجال الأبدال (١) :
روي من طريق ورقة ، عن أَمَة فاطمة عليهاالسلام قالت : إنّه لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله إفتجع له الصغير والكبير ، وكثر عليه البكاء ، وقلّ له العزاء ، وعظم رزؤه على الأقرباء ، والأصحاب والأولياء ، والأحباب والغرباء [ والأنساب ] ، فلم تلق إلاّ كلّ باك وباكية ، ونادب ونادبة. فلم يكن في أهل الأرض أشدّ حزناً وأعظم بكاءاً وانتحاباً من مولاتي فاطمة الزهرا عليهاالسلام ، وكان حزنها يتجدّد ويزيد ، وبكاؤها يشتدّ ولا يبيد ، فجلست سبعة __________________ (١) قطعات من هذه الأبيات توجد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٦ : ٢٣٥. |