ثمّ زفرت زفرة في أثر زفرة ، وأنّت أنّة
في أثر أنّة ، كادت بها روحها أن تخرج (١).
__________________
(١) وأورده المجلسي
في البحار : ٤٣ : ١٧٤ باب ما وقع عليها عليهاالسلام
من الظلم : ح ١٥ ، والبحراني في العوالم : في تاريخ فاطمة عليهاالسلام : ٢٥٥.
قال المجلسي : وجدت في بعض
الكتب خبراً في وفاتها عليهاالسلام فأحببت إيراده وإن لم آخذه من أصل يعوّل عليه.
روى ورقة بن عبد الله الأزدي
قال : خرجت حاجّاً إلى بيت الله الحرام راجياً لثواب الله ربّ العالمين ، فبينما
أنا أطوف وإذا أنا بجارية سمراء ، مليحة الوجه ، عذبة الكلام ، وهي تنادي بفصاحة
منطقها وهي تقول :
ألا فاشهدوا يا جماعة الحجّاج
والمعتمرين ، أنّ موالي خيرة الأخيار ، وصفوة الأبرار ، الّذين علا قدرهم على
الأقدار ، وارتفع ذكرهم في سائر الأمصار ، المرتدين بالفخار.
قال ورقة بن عبد الله : فقلت
: يا جارية ، إنّي لأظنّك من موالي أهل البيت عليهمالسلام ؟ فقالت : أجل. قلت : فمن أنت من مواليهم ؟ قالت : أنا فضّة أمة فاطمة
الزهرا ابنة محمّد المصطفى صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
فقلت لها : مرحباً بك وأهلاً
وسهلاً ، فلقد كنت مشتاقاً إلى كلامك ومنطقك ، فأريد منك الساعة أن تجيبني عن
مسألة أسألك ، فإذا أنت فرغت من الطواف قفي لي عند سوق الطعام حتّى آتيك. وأنت
مثابة مأجورة. فافترقنا [ في الطواف ].
فلمّا فرغت من الطواف وأردت
الرجوع إلى منزلي جعلت طريق على سوق الطعام وإذا أنا بها جالسة في معزل عن الناس ،
فأقبلت عليها واعتزلت بها وأهديت إليه هدية ولم أعتقد أنّها صدقة ، ثمّ قلت لها : يا
فضّة أخبريني عن مولاتك فاطمة الزهرا وما الّذي رأيت منها عند وفاتها بعد موت أبيها
صلىاللهعليهوآله .
قال ورقة : فلمّا سمعت كلامي
تغرغرت عيناها بالدموع ثمّ انتحبت نادبة وقالت : يا ورقة بن عبد الله هيّجت عليّ
حزناً ساكناً وأشجاناً في فؤادي كانت كامنة ، فاسمع الآن ما شاهدت منها عليهاالسلام.
اعلم أنّه لمّا قبض رسول الله
صلىاللهعليهوآله افتجع له الصغير
والكبير ، وكثر عليه البكاء وقلّ العزاء ،