بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيْمِ
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه وأشرف بريّته محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
وبعد فهذه مقدّمة وجيزة حول الكتاب والمؤلّف واُسلوب التحقيق.
ـ ١ ـ
الكتاب
قال المصنّف في المقدّمة بعد كلام له :
« إنّ الشوق قد قيّد أقدامي ، والحبّ قد ملك زمامي ، والولي قد قادني ، والبرّ قد ساقني ، إلى اقتحام مضمارٍ لست من فرسانه ، وولوج عرينٍ ما كنت من أقرانه ، والدخول في جملة قومٍ أنا أقلّ منهم ، طمعاً منّي في قوله صلىاللهعليهوآله : من تشبّه بقومٍ فهو منهم ، ... وذلك لمّا رأيت جملة من الشيعة المؤمنين ، وجمهور الهداة في الدّين ، مكبين على إقامة فنون العزاء ، على مصاب سيّد الشهداء ، والأئمّة الأتقياء السعداء.
غير أنّ أكثر مصنّفيهم من العرب ، وجلّ مؤلّفيهم من ذوي الرتب ، قد سلكوا في نظم كتب المراثي نهجاً واضحاً ، ونهجوا مسلكاً ملحوباً لائحاً ، وأمّا علماء العجم وفضلاؤهم من أصحاب العلم ، فتفرّقوا في التصنيف ، واختلفوا في التأليف ، فمنهم من أطال في المراثي إطنابه ، حتّى غدى كتابه مثل ديوان الصبابة ، فألجأه ضيق المأخذ وطول المساحة ، إلى الركون لكلمات المؤرّخين ، وخرافات السالفين ، ومنهم من ضيق رحيب مضماره لشدّة اختصاره ، وكلاهما لم يصب سهمه الغرض ، ولا قام بما إليه نهض.