لكن لمّا كان مطلبهم الأقصى ، التقرّب لأولئك الكرماء ، والوقوف على أرباب العطاء ، صوّبت آراءهم في منهجهم ، وشكرتهم على بذل مهجتهم ، ولكلّ ضيف قرى ، ولكلّ عمل كرى.
فهناك دار في قلبي ، وارتسم بلوح لبّي ، جمع كتاب وجيز ، يزري بعسجد نظمه سبائك الذهب الابريز ، وأن اُسمّيه ب « مصارع الشهداء ، ومقاتل السعداء » جاعلاً لكلّ معصوم مقتلاً ، مبتدئاً بالنبيّ المصطفى ، مثنّياً بفاطمة الزهراء ، خاتماً بصاحب العصر والزمان ، وخليفة ربّنا الملك الديّان ، في هذه الأزمان ... ».
وقد ذكر هذا الكتاب الشيخ آغا بزرك الطهراني في موسوعته القيّمة : « الذريعة إلى تصانيف الشيعة » : ج ٢١ ص ٩٨ وقال :
مصارع الشهداء ومقاتل السعداء في وفيات الأئمّة عليهمالسلام في قرب عشرة آلاف بيت.
هذا والكتاب يستعرض حياة وشهادة كلّ من رسول الله صلىاللهعليهوآله وفاطمة البتول وعليّ المرتضى وسيّدي شباب أهل الجنّة وزين العابدين ومحمّد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمّد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجّة المهدي عليهم أفضل صلوات المصلّين ، مع ذكر نبذة من أحوالهم وفضائلهم باُسلوب أدبي لطيف من سجع وشعر في أوّله وآخره.
وقد تمّ تأليف الكتاب عام ١٢٥١ من الهجرة النبويّة كما ورد في آخر النسخة ، والنسخة الّتي اعتمدنا عليها هي مصوّرة من نسخة مكتبة أحد علماء البحرين ـ حفظه الله تعالى وأيّده بتأييداته ـ كتبها نعمة الله بن جواد الحسيني الكاظمي في سنة ١٢٦٤ من نسخة المؤلّف كما يبدوا.
وقد جاء في الصفحة الاُولى بخطّ المصنّف وخاتمة هكذا :
هو الله المالك ، هو في حيازة مصنّفه كثير الجرم والقصور ، وراجي ربّه الغفور في يوم البعث والنشور ، سلمان بن عبد الله بن حسين آل عصفور ، في ٧ شوّال سنة ١٢٦٥. سلمان.
ثمّ كتب أسفله بخط آخر :