وكان مولده عليهالسلام ليلة الجمعة ثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل (١).
وروي في كتاب الأربعين عن أنس بن مالك قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : « يا علي ، يا ولي ، يا ديان ، يا هادي ، يا سيّد ، يا صدّيق ، يا زاهد ، يا فتى ، يا طيّب ، يا طاهر ، مرّ أنت وشيعتك إلى الجنّة بغير حساب » (٢).
وروى صاحب كتاب النخب (٣) قال : تشاجر رجال في إمامة علي بن أبي طالب ، فجاءوا إلى شريك (٤) فسألوه ، فقال لهم : حدثني سليمان الأعمش ، عن حذيفة بن اليمان ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : « إنّ الله تبارك وتعالى خلق عليّاً قضيباً في الجنة ، فمن تمسّك به فهو من أهلها ».
فاستعظم الرجال ذلك ، فجاءوا إلى ابن دراج (٥) فأخبروه ، فقال : لا تعجبوا ، حدثني الأعمش ، عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « إنّ الله خلق قضيباً من نور في بطنان عرشه ، لا يناله إلاّ عليّ ومن تولاه ».
__________________
(١) الإرشاد للشيخ المفيد : ١ : ٥.
(٢) ورواه البرسي في مشارق أنوار اليقين : ص ٤٧ و ٦٨ ، وابن شاذان في مئة منقبة : ص ١٣٨ في المنقبة ٨٣ ، والخوارزمي في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام : ص ٣١٩ في الفصل ١٩ ح ٣٢٣ مع اختلاف قليل.
(٣) أي نخب المناقب لآل أبي طالب ، منتخب من مناقب آل أبي طالب تصنيف محمّد بن علي ابن شهر آشوب ، والناخب هو أبو عبد الله الحسين بن جبير تلميذ نجيب الدين علي بن فرج الّذي كان تلميذ ابن شهر آشوب. ( الذريعة : ج ٢٤ ص ٨٨ رقم ٤٦٢ ).
(٤) هو شريك بن عبد الله بن الحارث النخعي الكوفي ، استقضاه المنصور على الكوفة سنة ١٥٣ ، وتوفّي بها في سنة ١٧٧.
(٥) هو أبو محمّد نوح بن درّاج النخعي القاضي من أصحاب أبي حنيفة ، كان أبوه حائكاً من النبط ، ولي نوح القضاء بالكوفة وأصيبت عيناه فكان يقضي واستمرّ ثلاث لا يعلم أحد بعماه ، توفي سنة ١٨٢.