فقال الرجال : هذا من ذاك ! نمضي إلى وكيع (١) ، فجاؤه وأعلموه ، فقال : لا تعجبوا ، حدثني الأعمش ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « أركان العرش لا ينالها إلاّ عليّ وشيعته ».
فاعترفوا أولئك الرجال بفضل علي (٢).
ومن كتاب المناقب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إن لله عموداً من نور يضيء لأهل الجنّة كالشمس لأهل الدنيا ، لا يناله إلاّ علي وشيعته ، وإنّ حلقة باب الجنة لمن ياقوتة حمراء طولها خمسون عاماً ، إذا نقرت طنّت وقالت في طنينها : يا علي » (٣).
ولله درّ من قال من الرجال الأبدال :
وإذا علت شرفاً ومجداً هاشم |
|
كان الوصي لها المعم المخولا |
لا جدّة تيم بن مرّة لا ولا |
|
أبواه من نسل النفيل تنسّلا |
ومكسّر الأصنام لم يسجد لها |
|
متعفّراً فوق الثرى متذلّلا |
لكن له سجدت مخافة بأسه |
|
لما على كتف النبيّ عليّ علا |
تلك الفضيلة لم يفز شرفاً بها |
|
إلا الخليل أبوه في عصر خلا |
إذ كسّر الأصنام حين خلا بها |
|
سرّاً وولّى خائفاً مستعجلا |
فتميّز العلمين بينهما وقس |
|
تجد الوصيّ بها الشجاع الأفضلا |
وانظر ترى أزكى البريّة مولداً |
|
والفعل متّبع ! أباه الأوّلا |
وهو القؤول وقوله الصدق الّذي |
|
لا عيب فيه لمن وعى وتأمّلا |
__________________
(١) هو أبو سفيان وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي ، ولد بالكوفة سنة ١٢٩ وتوفّي سنة ١٩٧.
(٢) ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : ٢ : ٢٦٩ رقم ٥٧٧ ، والبرسي في مشارق أنوار اليقين ٤٧ و ٦٨ ، وابن شهر آشوب في المناقب : ٣ : ٢٣٣ في محبّته عليهالسلام ، وعنه المجلسي في البحار : ٣٩ : ٢٥٩ في باب أنّ حبّه إيمان وبغضه كفر.
(٣) رواه البرسي في مشارق أنوار اليقين : ٤٨ و ٦٨ ، والديلمي في إرشاد القلوب : ٢ : ٢٥٩ في فضائله عليهالسلام.