والله لو أنّ الوسادة اُثنيت |
|
لي في الذي حضر العليّ وحلّلا |
لحكمت في قوم الكليم بمقتضى |
|
توراتهم حكماً بليغاً فيصلا |
فيا من أسدلت عليه ستورها الفضائح ، وتوّجت هامته القبائح ، إلى كم أنت عن مركز الهداية نازح ، وحتّى متى تدّعي معرفة الناسخ ، ومن أين لك علم التناسخ ، وقدمك في طريق الحقّ غير راسخ ، أما علمت أنّ اسم الله الأعظم ينزل في كلّ تركيب ، وكلمة الله تظهر في كلّ صورة وتفعل كلّ عجيب ، فما لك لا تشكّ في قول محمّد صلىاللهعليهوآله : « أنا الفاتح الخاتم » ؟ وترتاب في قول عليّ : « أنا البصير العالم » ؟ أليس هما قسيمي النور وواحدي الذات في عالم الظهور ؟!
روي في كتاب المجالس (١) علي ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : « كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الّذي توفّي فيه وكان رأسه في حجري والعبّاس يذبّ عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأغمي عليه إغماءةً ثمّ فتح عينيه فقال : يا عبّاس ، يا عمّ رسول الله ، اقبل وصيّتي واضمن دَيني وعدَتي.
فقال له العبّاس : يا نبي الله ، أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود ، وأنت أجود من السحاب الهاطل والريح المرسلة ، فاصرف عنّي ذلك إلى من أطوق منّي.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أمّا أنّي سأعطيها لمن يأخذ بحقّها ومن لا يقول مثل ما تقول ، يا علي ، هاكها لا يخالطك فيها أحد ، يا علي ، اقبل وصيّتي وانجز مواعيدي ، يا علي ، اخلفني في أهلي وبلّغ عنّي من بعدي ».
__________________
(١) رواه الشيخ الطوسي في أماليه : المجلس ٢٧ الحديث ١ ، وفي المجلس ٢٢ الحديث ١٢.
وروى نحوه الشيخ الصدوق في باب ١٣١ « العلّة التي من أجلها أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عليّ عليهالسلام دون غيره » من علل الشرائع : ص ١٦٦ ح ١ وفي ص ١٦٨ ح ٣ بسندين عن زيد بن علي.
انظر ترتيب الأمالي : ج ٢ ص ٥٦٠ ح ١٠٥١ و ١٠٥٢.
ولاحظ المناقب لابن شهر آشوب : ١ : ٢٩٣ عنوان : « فصل في وفاته صلىاللهعليهوآله ».