وقلّدوها عتيقاً لا أباً لهم |
|
أنّى تسود أسود الغابة الهمل |
وخاطبوه أمير المؤمنين وقد |
|
تيقّنوا أنه في ذاك منتحل |
واجمعوا الأمر فيما بينهم وعزت |
|
لهم أمانيهم والجهل والأمل |
أن يحرقوا منزل الزهراء فاطمة |
|
فيا له حادث مستصعب جلل |
بيت لمن كان جبرائيل سادسهم |
|
من غير ما سبب بالنار يشتعل |
واُخرج المرتضى من عقر منزله |
|
بين الأراذل محتفّاً به وُكل |
يا للرجال لدين قلّ ناصره |
|
ودولة ملكت ملاّكها السفل |
فهذه الفادحة الّتي زعزعت ركون بيت الرسالة ، والجائحة الّتي صوّحت منابت العلم والدلالة ، والصاعقة الّتي أبادت أرباب الإيمان ، والبائقة الّتي أرغمت معاطس حملة القرآن ، والنائبة الّتي جلبت سحائب البلا على الأكرمين الفضلاء ، والصائبة الّتي هدّت رواسي الشرف بكربلاء ، فأقسم بربّ الأرباب ، ومن عنده علم الكتاب ، لولا اعتراض ابن الخطاب ، على النبيّ الأوّاب ، في كتابة الكتاب ، والدلالة على الصواب ، لما ذلّت من المسلمين الرقاب ، ولا كرع الحسين من مواضي الحراب كؤس الأوصاب ، ولا هتكت النصاب أستار الصون والاحتجاب عن مخدّرات أبي تراب ، ولا علت صهوات الركّاب من غير أحلاس ولا أقتاب ، ولا شهّرت في الرحاب من غير سجف ولا حجاب ، فإنّا لله وإنا إليه راجعون ، وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
روي في كتاب الإكمال عن محمّد بن الحنفية رضياللهعنه قال : لمّا ضرب ابن ملجم أبي طالب عليهالسلام على قرنه قال : « احملوني إلى موضع مصلاّي من منزلي ». فحملناه وهو مدنف ، والناس من خلفه قد أشرفوا على الهلاك من كثرة البكاء ، فالتفت إليه ابنه الحسين عليهالسلام وهو يبكي ، فقال له : « يا أبتاه من لَنا بعدك ؟ يا أبتاه ، إنّ يومك كيوم مات فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، من أجلك تعلّمت البكاء ، فعزيز عَليّ أن أراك هكذا ».