الشفاعة لصالحه من المذنبين بشكل واضح حيث تبين لنا أن من يسمح في الشفاعة لهم هم : أهل الكبائر من أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وفي مقام تعريف الكبائر يقال : أن الذنوب التي يطلق عليها إسم الكبيرة هي : ما أوعد عليها النار من : شرب الخمر ، والزنا والربا ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وغير ذلك كما جاء في الخبر عن الإِمام الصادق « عليه السلام » وقيل غير ذلك حيث يشمل ما نهى الله عنه (١) .
٤ ـ المشفع فيه :
من الواضح أن حدود الشفاعة لا تتعدى ما يعود الى العباد في مخالفاتهم لله عز وجل ، وتخفيف الذنوب عنهم بالنسبة لما يترتب عليها من جزاء . وهكذا فيما يعود لأمور المعاش ، والأرزاق ، وما شاكل .
أما في غير ذلك من الأمور التي تتعدى حدود البشر كالتدخل في الأمور الكونية ، فإن ذلك لا معنى لإِعطاء المجال الشفاعة فيه فإن أمر ذلك يعود الى الله تعالى ، وهو الذي يتصرف فيه كيف يشاء .
على أن التدخل في تلك الأمور خارج عن الحدود المرسومة للبشر وللأنبياء ، والمرسلين لخضوع كل ذلك الى أسباب جعلها الله وفق نظم دقيقة تأخذ مجراها الطبيعي لإِدارة هذا الكون بسماواته وأرضيته .
__________________
(١) وسائل الشيعة : ١٨ / ٢٨٦ / الطبعة الحديثة .