عز وجل يكونان من القدرة ، ويكونا من التقدير (١) .
ويرى كثير من المفسرين ان ليلة القدر في الآية الكريمة :
( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٢) .
هي ليلة تدبير الأمور ، وتقسيم الأرزاق في تلك السنة .
وهكذا الحال في قوله تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) (٣) .
وكذلك قوله تعالى : ( وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) (٤) .
ومن مجموع هذه الآيات ، وكلمات اللغويين بالإِمكان أن نخلص الى النتيجة التالية ، حيث نقول :
ان القدر كما يستعمل في القدرة على الشيء ، وإحكامه كذلك يستعمل في تقدير الشيء ، وتدبيره ، ووضعه بموضعه .
ولكن الذي يلوح لنا أن كلمة القدر عندما تأتي مع القضاء في الإِستعمال الخارجي يراد منها المعنى الثاني ، والذي هو التدبير والتقدير ، ووضع الشيء موضعه كما سيتضح لنا ذلك من ثنايا البحث .
وبين القضاء ، والقدر تقدم ، وتأخر في المرحلة . فالقضاء متأخر
__________________
(١) لسان العرب : مادة ( قدر ) .
(٢) سورة القدر : آية (١) .
(٣) سورة القمر : آية (٤٩) .
(٤) سورة فصلت : آية (١٠) .