عن القدر . اذ القضاء لا يكون الا بعد حصول القدر ، والذي هو التدبير ، والترتيب . ويظهر ذلك جلياً من الآيات ، والاحاديث الآتية :
يقول تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) (١) .
وفي محاورة جرت بين يونس بن عبد الرحمن ، وبين الإِمام الرضا « عليه السلام » جاء في آخرها قول الامام ليونس :
فتعلم ما القدر ؟
فقال يونس : قلت : لا .
قال « عليه السلام » هي الهندسة ، ووضع الحدود من البقاء ، والفناء .
قال يونس : ثم قال « عليه السلام » :
والقضاء : هو الابرام ، « وإقامة العين » (٢) .
وفي خبر آخر يسأل الراوي الإِمام قائلاً :
قلت : ما معنى القدر ؟ قال « عليه السلام » : تقدير الشيء من طوله ، وعرضه .
قلت : ما معنى قضى ؟ قال « عليه السلام » : إذا قضى أمضاه فذلك الذي لا مرد له (٣) .
__________________
(١) سورة القمر : آية (٤٩) .
(٢) أصول الكافي : باب السعادة والشقاء من كتاب التوحيد / حديث (٤١) .
(٣) اصول الكافي : باب المشيئة والارادة / حديث (١) .