اطلاقها لتبقى مدوية على مدى القرون الآتية تسمعها الأجيال المتعاقبة وتستلهم منها دروس الصمود أمام ظلم الظالمين وطغيان المتحكمين.
من هذا الواقع المؤلم الذي أصبح ملموساً لدى الغيارى من أبناء الاسلام ، ثار الامام الحسين عليهالسلام ، وخرج من حرم الله تعالى مبدلاً الحج بالعمرة ميمماً صوب كربلاء بأهله وأصحابه ، وقدم ضحايا من إخوانه وأولاده وبني عمومته والخيرة من أصحابه الميامين ، وخط أبو الأحرار بدمه المقدس ودمائهم الزاكية خطوطاً من نور هي عنوان المجد والشرف ، تبقى نبراساً وضيئة تثير في العصور المتتابعة الشعوب المستضعفة في وجه الطفاة المسيطرين في أرجاء العالم.
ان الحسين عليهالسلام وفد على ربه مرفوع الرأس بالشهادة والكرامة ، ويزيد وافى مبوأه بمخازيه وشنائعه ، وحسابهما على ربهما كما يقولون .. ولكن الخط الالهي المستقيم المتمثل في آل الرسول والانحرافات الشيطانية المتعرجة المتمثلة في آل أمية لن يزالا في صراع مستمر على الصعيد البشري ، معارضة الخير لاستثمار الانسان واستعماره على حساب الطغاة مستمرة باستمرار البشرية ، هذا يريد أن يكون الانسان كريماً في حياته حراً منطلقاً من أغلال العبودية إلا لله تعالى ، وهذا يسرح الانسان في نزواته وشهواته ولو على حساب التخلي عن كرامته والرضوخ الى ما يمليه حكام العسف والجور.
ان الطواغيت في كل عصر وزمان يحاولون الحط من كرامة الدين لتحقيق مآربهم ، فتعمل أياديهم دماً على التشكيك في المقدسات وايجاد الشبهة الواهية وصرف العوام ـ بل والعلماء في بعض الأحيان ـ عن لباب المسائل الدينية واشغالهم بالقشور التي لا طائل تحتها ... فتجند الطاقات الهائلة لهذه الاغراض الفاسدة التي تصبغ كثير منها بصبغة الدين ويتم إنجاز باسمه وبعنوان الدفاع عنه ، وهي في الحقيقة مبطنة بالعداء والحقد عليه وعليه والعمل على هدمه.
وابتلينا نحن أيضاً في عصرنا هذا بهذا المرض الوبيل ، فان طغمة فاسدة من