الفصل الحادي عشر
الشام ومناحتها على الحسين عليهالسلام وأهله
وقد سارع عبيد الله بن زياد بالكتابة الى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الامام الشهيد عليهالسلام ووصول سباياه ورؤوس القتلى الى الكوفة ، فأجابه يزيد بالاسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس اليه ، فبادر ابن زياد حالاً بارسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس الى الشام. فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس ، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن.
ولم يكد هذا الركب الحزين يصل الى العاصمة الأموية إلا وعمت النياحات أو ساطها عليه ، كما كانت قد عمت الأوساط الكوفية وسائر المدن والنواحي والقصبات التي مر بها هذا الركب المفجع. ولقد تناقلت الروايات وصف هذه المناحات في الشام فانقل منها بعض ما يلي :
١ ـ جاء في الجزء «١ : ١٤٣» من كتاب « المجالس السنية » السالف الذكر ما نصه : « إنه عند ما أدخل ثقل الحسين عليهالسلام وسباياه ونساؤه على يزيد بن معاوية في الشام ، وهو بين حاشيته وأعيانها ووجهائها ، وهم مقزنون في الحبال ، والامام زين العابدين عليهالسلام مغلول. قال الامام عليهالسلام مخاطباً يزيد : أنشدك الله ما ظنك برسول الله لو رآنا على هذه الصفة؟ فلم يبق في القوم أحد إلا وبكى. فأمر يزيد بالحبال فقطعت ، وأمر بفك الغل عن الامام زين العابدين عليهالسلام.
ثم وضع رأس الحسين عليهالسلام بين يدي يزيد الذي أجلس النساء خلفه لئلا