الفصل الثامن عشر
بكاء الائمة على الحسين عليهالسلام
أما حزن الائمة عليهمالسلام من أولاد الحسين عليهالسلام وذريته وسائر العلويين ، ونياحتهم عليه في سرهم وعلنهم ، وفي محافلهم الرسمية ومجالسهم الخاصة ، وفي دورهم وأنديتهم ودواوينهم ، فحدث عنها ولا حرج ، حيث أنها لم تنقطع ، بل استمرت استمرار حياتهم.
ولقد تحدثت الروايات وتناقلت الاسفار والكتب ذلك بوفرة وكثرة. منها : ما ذكرته عن بكاء وحزن الامام الرابع علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين مدة أربعين سنة عاشها بعد استشهاد والده المظلوم ، وبكاء الامام الصادق عليهالسلام لمصيبة جده الشهيد واستنشاده الشعر في رثائه ، وكذا الامام الكاظم عليهالسلام الذي كان لا يرى ضاحكاً إذا أقبل شهر محرم الحرام ، وكان يرى كئيباً حزيناً في العشرة أيام الأولى من هذا الشهر ، وهكذا الامام الرضا عليهالسلام وغيرهم من الأئمة.
وها إني أنقل تالياً ما روي عن حزن الأئمة ونياحهم وبكائهم على جدهم الحسين الشهيد عليهالسلام ، وحثهم اسرهم وشيعتهم المفجوعين بإحياء هذه الذكرى الأليمة والمأساة العظمى باستشهاد الامام الحسين وصحبه الميامين يوم العاشر من محرم سنة «٦١ هـ» :
قال السيد محسن الأمين العاملي في الصفحة «٩٣» من تأليفه « إقناع اللائم »