الفصل السابع عشر
التوابون ينوحون الحسين عليهالسلام ويثورون على الأمويين
وما دخلت سنة «٦٥» هـ حتى تفاقمت حركة التوابين في الكوفة ، فأخذوا يطالبون بدم الحسين عليهالسلام ، وينادون بنداء « يا لثارات الحسين » ولم يكتموا أمرهم ولا عمدوا الى الخفاء وصاروا يشترون السلاح ، ويتجهزون من كل جانب ، طالبين التوبة مما بدر منهم بشأن عدم تلبية نداء الحسين عليهالسلام لهم يوم عاشوراء ، وصار عمال بني أمية في الكوفة يشاهدونهم بسلاحهم منطلقين ، ساعين نحو قبر الحسين بكربلاء ، لإقامة المآتم والمناحات على قبر الحسين عليهالسلام ولا يستطيعون اتخاذ أي إجراء ضدهم. وعندما بلغ هؤلاء التوابون في بعض انطلاقاتهم قبر الحسين عليهالسلام صاحوا صيحة واحدة بالعويل والبكاء ، وأقاموا عنده يوماً وليلة يبكون ويتضرعون ، قائلين : « اللهم ارحم حسيناً الشهيد ابن الشهيد. اللهم إنا نشهدك أنا على دينهم وسبيلهم وأعداء قاتليهم وأولياء محبيهم. اللهم إنا خذلنا ابن بنت نبينا فاغفر لنا ما مضى منا وتب علينا ، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ».
ولقد وصفت كتب التاريخ هذا الحادث على الوجه التالي :
١ ـ جاء في الصفحة «٧٠» من كتاب « مدينة الحسين » السلسلة الثانية المار ذكره ما نصه :
« وقد جمع سليمان ـ يعني سليمان بن صرد الخزاعي أصحابه وجماعة وساروا الى النخيلة وعسكروا بها ، وكان ذلك في غرة ربيع الثاني ، سنة «٦٥» هـ ثم رحلوا