عنها بعد أن أقاموا فيها ثلاثة ايام يستكملون قواهم حتى بلغت أربعة آلاف مقاتل ، ثم ساروا حتى أتوا أقساس بني مالك على شاطئ الفرات ، ثم أصبحوا عند قبر الحسين في كربلاء وذلك في العقد الأول من ربيع الثاني سنة «٦٥» هـ فلما وصلوا موضع القبر صاحوا صيحة واحدة ، وضجوا بالبكاء والعويل ، فلم ير يوماً أكثر بكاء حول قبر الحسين من ذلك اليوم. وقد خطب فيهم خطباء كثيرون ».
ثم يستطرد الكاتب فيقول : « وازدحموا على لثم القبر كازدحام الحجاج على لثم الحجر الاسود في الكعبة ، ثم ودعوا القبر ورحلوا عنه. وبقي سليمان بن صرد مع ثلاثين نفراً من أصحابه عند القبر ... ».
ويواصل الكاتب كلامه فيقول :
« ثم قام من بينهم وهب بن زمعة الجعفي وهو يبكي عند القبر الشريف ، أنشد أبياتاً من قصيدة عبيد الله بن الحر الجعفي :
تبيت النشاوى من أمية نوماً |
|
وبألطف قتلى ما ينام حميمها |
وما ضيع الاسلام إلا قبيلة |
|
تآمر نوكاها ودام نعيمها |
وأضحت قناة الدين في كف ظالم |
|
إذا اعوج منها جانب لا يقيمها |
فأقسمت لا تنفك نفسي حزينة |
|
وعيني تبكي لا يخف سجومها |
حياتي أوتلقى أمية خزية |
|
يذل لها حتى الممات قرومها |
ثم ساروا عن كربلاء بعد أن باتوا ليلتهم.
أقول : أما العلامة السيد محسن الأمين العاملي فقد ذكر جميع القصيدة ونسبها الى وهب بن زمعة في الصفحة «١٦٩» من المجلد «٤» القسم الرابع من « أعيان الشيعة » وهذه هي :
عجبت وأيام الزمان عجائب |
|
ويظهر بين المعجبات عظيمها |
تبيت النشاوى من أمية نوما |
|
وبالطف قتلى ماينام حميمها |
وتضحى كرام من ذوابة هاشم |
|
يحكّم فيها كيف شاء لئيمها |