الفصل السادس
النياحة على آل الحسين عليهالسلام
أكدت الروايات الموثوقة على أن علي بن الحسين الأكبر كان أول قتيل استشهد يوم عاشوراء بين يدي والده ، وكان أول من تصايحت نساء آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وضجت في الوح عليه. وهاك بعض الروايات في ذلك :
١ ـ جاء في كتاب « نهضة الحسين » المار ذكره عند وصفه قتال علي بن الحسين واستئذانه أبيه في ذلك ، وأنه أول قتيل من آل الحسين عليهالسلام في ذلك اليوم المشؤوم ما نصه :
« فأسرع علي نحو الأعداء وعين أبيه تشيعه وترسل دموعها الحارة مصحوبة بالزفرات ، والنساء على أثره تولول ، وتعول أمه بشجو ، فاقدة الاصطبار ، إذ فقدت مركز آمالها ، والامام ينادي بأعلى صوته يا ابن سعد ، قطع الله رحمك كما قطعت رحمي (١) ، ولم تحفظ قرابتي من رسول الله ».
٢ ـ وجاء في « إرشاد » الشيخ المفيد عند ذكر مقتل علي بن الحسين عليهالسلام ما عبارته :
« فصرع ـ اي علي بن الحسين ـ واحتواه القوم فقطعوه بأسيافهم ، فجاء الحسين عليهالسلام حتى وقف عليه ، فقال: قتل الله قوماً قتلوك ، يا بني ، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول! وانهملت عيناه بالدموع ثم قال : على الدنيا
__________________
(١) اللهوف في قتلى الطفوف : ٤٩.