الفصل الثاني
بكاء علي وفاطمة على ابنهما عليهمالسلام
وكان الامام أبو الشهداء ، علي بن أبي طالب عليهالسلام قد بكى ابنه سيد الشهداء الحسين عليهالسلام أيضاً ، والروايات في ذلك متضافرة ، وأنقل هنا بعضها :
١ ـ جاء في الصفحة «٦٥» من كتاب « إقناع اللائم » للعلامة الأمين ما نصه :
روى الصدوق في الامالي بسنده عن ابن عباس قال : « كنت مع أمير المؤمنين علي عليهالسلام في خروجه الى صفين ، فلما نزل نينوى ، وهي بشط الفرات ، قال بأعلى صوته : يا ابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت له : ما أعرفه يا أمير المؤمنين ، فقال عليهالسلام : لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي ، قال : فبكى كثيراً حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معه وهو يقول : آه آه ، مالي ولآل أبي سفيان (١) ، صبراً يا أبا عبد الله ، فقد لقى أبوك مثل الذي تلقى منهم » (٢).
٢ ـ وروى ذلك غيره كسبط ابن الجوزي الحنفي في « تذكرة الخواص » حيث قال : روى الحسن بن كثير وعبد خير ، قالا : لما وصل علي عليهالسلام الى كربلاء وقف وبكى وقال : بأبي أغيلمة يقتلون ها هنا ، هذا مناخ ركابهم ، هذا موضع رحالهم ، هذا مصرع الرجل ، ثم ازداد بكاؤه (٣).
__________________
(١) في الاصل زيادة « مالي ولآل حرب ، حزب الشيطان واولياء الكفر ».
(٢) امالي الصدوق : ٤٧٨ | ٥.
(٣) تذكرة الخواص : ٢٢٥.