الفصل الخامس عشر
اول من رثى الحسين عليهالسلام بعد دفنه
تقول الروايات : إنه لم يكن يجسر أحد من الشعراء وغيرهم على المجاهرة برثاء الحسين عليهالسلام والبكاء عليه مدة ملك بني أمية وسلطانتهم ، عدا من شدّ مّمن كان يقول الأبيات المعدودة في الرثاء مجاهراً بها ، وبما يبديه من حزن وجزع وبكاء على الامام الشهيد عليهالسلام ، وقد نقلت بعض الأبيات في رثائه التي قيلت على عهد بني أمية في أوائل ملك العباسيين.
ويستدل من هذه الابيات أن رثاء الامام عليهالسلام والنياحة عليه في أوائل عهد العباسيين وفي أواخره تبارى شعراء الاسلام فيه. وكان في مقدمة هؤلاء الشعراء الشيعة الذين أكثروا في هذا الرثاء والنحيب ، نظراً لما لا قوه من الحرية نتيجة ضعف العباسيين. ولقد اختلفت الروايات وتباينت الأخبار في أول من قام بزيارة قبر الحسين عليهالسلام وقبور آله وأصحابه ، ورثائه ، والنوح عليه وعليهم ، بعد أن تم دفن الاجساد من قبل أفراد من قبيلة بني أسد.
وقد تواترت هذه الروايات بأن أول هؤلاء الراثين والنائحين على القبر هو عبيد الله بن الحر الجعفي ، لقرب موضعه من ساحة الشهداء. كما أن هناك رواية أخرى تقول : إن سليمان بن قتة كان أول من زار هذه القبور وناح عليها.
وفيما يلي نبذة من هذه الروايات التي إن دلت على شيء فانها تدل على شدة اهتمام شيعة علي عليهالسلام بمصرع ابنه عليهالسلام فور علمهم به :