الفصل السادس عشر
موقف الأمويين من النياحة على الحسين عليهالسلام
لقد بذل الأمويون ولا سيما ملوكهم وأمراؤهم بعد يزيد ، جهدهم لعزل ذكر الحسين عن ذهنية المسلمين. وذلك بفصل الناس عن زيارة قبره الطاهره ومنعهم عن إقامة العزاء والنوح عليه ، بكل ما عرفوه من الوسائل السرية والعلنية. وكان الأمويون لا يتورعون عن اتخاذ أية وسيلة إرهابية في منع الناس عن مراودة القبر الشريف بكربلاء ، وإقامة المآتم والمناحات على الحسين عليهالسلام وصحبه وآله سراً وعلناً ، في جميع الأقطار الاسلامية التي كانت سيطرتهم عليها نافذة ، فكانوا قد أحاطوا البقعة التي ضمن جثمان الشهيد في كربلاء بحراسة شديدة ومراقبة واعية ، منعاً من وفود الزوار عليها وإقامة المناحات حولها. حتى أن كثيراً من الوافدين لقوا حتفهم فور وقوعهم في شباك تلك الحراسة ، وكان قد اشتد هذا المنع في أوائل عصر الامام الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام على عهد هشام بن عبد الملك. وذلك على أثر خروج زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام في الكوفة ومقتله فيها سنة «١٢١ هـ» فصار جلاوزة هشام يشددون المنع ، ويمثلون بمن يقع بأيدي المسالح من الزوار.
وروى التاريخ حوادث كثيرة في ذلك ، منها :
١ ـ جاء في الصفحة «٩٥» من كتاب « إقناع اللائم » ما نصه :
« روى ابن قولويه في الكامل بسنده عن مسمع كردين قال : قال لي أبو