الفصل الرابع
الحسين عليهالسلام يتنبأ الكارثة
لم يكد الامام الشهيد يغادر مكة يوم ٨ ذي الحجة سنة ٦٠ هـ قاصداً العراق إلا وأخذت الأنباء المحزنة تتوارد عليه فيما يلاقيه رسله وموفدوه من نشوز وظلم وبغي وخيانة من أهل الكوفة بعد وصول الوالي الجديد اليها عبيد الله ابن زياد. وقد أصبح الامام متأكداً من أنه وآله وأصحابه ملاقون أسوأ المصير فيما هم عازمون عليه. ولكن لاراد لإرادة الله. وفيما يلي بعض ما يؤيد ذلك :
١ ـ جاء في كتاب « المجالس السنية » صفحة «٥٣» عند ذكر حادث مسلم ابن عقيل في الكوفة ، ومحاربته جلاوزة الوالي الغشوم عبيد الله بن زياد ، ثم مقتل مسلم ، ما عبارته :
« وفي رواية المفيد : أن مسلم أخذ بالأمان بعد أن عجز عن القتال ، فأتي ببغلة فحمل عليها ، واجتمعوا حوله وانتزعوا منه سيفه ، فكأنه عند ذلك يئس من نفسه ، فدمعت عيناه ثم قال : هذا أول الغدر. قال له محمد بن الاشعث ارجو أن لا يكون عليك بأس فقال : وما هو إلا الرجاء ، أين أمانكم؟ إنا لله وإنا إليه راجعون ، وبكى ، فقال له عبيد الله بن العباس السلمي : إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك. فقال : إني والله ما لنفسي بكيت ولا لها من القتل أرثي وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا ، ولكني أبكي لأهلي المقبلين ، أبكي