من أهل القبور .. ».
وكأن القدر كان أوحى لهؤلاء النسوة بأن الامام وأهل بيته ومن يرافقه في هذه الرحلة مستشهدون لا محالة.
٢ ـ وفي الصفحة «٤٢» من كتاب « المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية » لمؤلفه العلامة الامين العاملي عند ذكر اجتماع محمد ابن الحنفية ـ أخي الامام الحسين عليهالسلام ـ في المدينة به قبيل مغادرة الامام لها ، ونصيحة محمد للحسين بأن يخرج الى مكة فان اطمأن الى أهلها وإلا فإلى اليمن ، وإلا اللحاق بالرمال وشعوب الجبال ، هرباً من تعقيب يزيد وزمرته الامويين له ، قال له الحسين : يا أخي والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية ، فقطع محمد بن الحنفية عليه الكلام وبكى فبكى الحسين عليهالسلام معه ساعة ثم قال : يا أخي ، جزاك الله خيراً ، فقد نصحت وأشرت بالصواب ، وأنا عازم على الخروج الى مكة.
٣ ـ وفي الصفحة «٤٥» من الكتاب نفسه ، ينقل المؤلف الجليل كيفية خروج الحسين عليهالسلام من مكة وشخوصه مع أهله وأصحابه الى العراق في ٨ ذي الحجة سنة ٦٠ هـ ، واجتماع أخيه محمد ابن الحنفية به مرة أخرى ومنعه من السفر الى العراق والرحيل الى اليمن ، وامتناع الامام عليهالسلام عن ذلك ، ثم يقول :
« وسمع عبد الله بن عمر بخروج الامام من مكة فقدم راحلته وخرج خلفه مسرعاً فأدركه في بعض المنازل ، فقال له : أين تريد يا بن رسول الله؟ قال : العراق. قال : مهلاً ارجع الى حرم جدك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأبى الحسين عليهالسلام فلما رأى ابن عمر إباءه فقال : يا أبا عبد الله اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله يقبله منك ، فكشف الحسين عليهالسلام عن سرته ، فقبلها ابن عمر ثلاثاً وبكى ، وقال : استودعك الله يا أبا عبد الله فانك مقتول في وجهتك هذه ... ».
* * *